محمد أمين الداهية
أرواح البشر وبالذات الأطفال منهم أصبحت معرضة للموت دون أدنى رحمة من الجناة المتعدي الأطراف ويا ليت ذلك الموت يمر على أسرة المجني عليه مرور الكرام. فقد أصبح لا يجهز على ضحية إلا بعد أن يجعل الأسرة على مشارف الانهيار هذا إن لم تنهار إزاء الصدمة الأولى التي تكتشف من خلالها أن طفلها مصاب بمرض السرطان ولا يخفى على أحد ما هو هذا المرض وكيف يهز كيان الأسرة ويلحق بها الأذى والضرر الذي غالباً، تعجز الأسرة عن مقاومته أصبحت أسباب الأمراض السرطانية متعددة لكننا هنا سنقف عند أحد هذه الأسباب والتي تبتعد نوعاً ما عن المبيدات والسموم الزراعية وما إلى ذلك وقبل أن نذكر الجرعة التي جعلت معظم الأطفال عرضة لداء السرطان لابد من الإشارة إلى أقسام صحة البيئة في مديريات الجمهورية والتي يكاد دورها أن يكون غائباً في متابعة المحال التجارية والتأكد من صلاحية الإنتاج لمختلف المواد والسلع الغذائية بما فيها ما يخصص للأطفال.
ونحن عندما نحمل صحة البيئة في المديريات مسؤولية ذلك الغياب دورها الرقابي على المحلات التجارية بما فيها الدكاكين الصغيرة التي في الأحياء والشوارع الفرعية حيث وقد أصبح المواطنون يشكون انتشار متطلبات الأطفال من الشوكلاتة والآيسكريم وغير ذلك من الأشياء التي أصبحت تباع في كل مكان جهاراً دون أي خوف من بائعي تلك الأشياء المنتهية، والتي لم تعد صالحة للاستهلاك فإذا كانت ضمائر بعض التجار والباعة رخيصة جداً إلى المستوى الذي لا يراعون فيه أمانة البيع والشراء ولا يخشون ما يسببونه من كوارث إنسانية لأطفال أبرياء وأسرهم الفقيرة فهل يعني ذلك أن يغيب الدور الرقابي لصحة البيئة وإتخاذ الإجراءات القانونبية الرادعة حيث يمكن أن يتجنب الكثير من الأسر وأطفالهم مخاطر الأمراض المستعصية وفي مقدمتها الأمراض السرطانية أيضاً إلى متى سيظل قصور وعي المواطن سبباً في تحميله أعباءهم في غنى عنها ، ماذا لو كل مواطن سارع في إبلاغ الجهة المختصة عن تاجر أو بائع يبيع مواداً وسلعاً منتهية، يكون بذلك قد قام بعمل إنساني يعود نفعه على المجتمع بشكل عام. أما أننا نظل نجعل من هذه المخالفات الخطيرة مواضيع نتناقش فيها في مجالسنا ولا نقدم أي حلول أو نتخذ أية إجراءات، فذلك يعني إننا لا زلنا نعاني قصوراً في الوعي، وأن ثقافتنا تلك ما هي إلا بفعل تأثير شجرة القات، حيث جعل العقل الباطن يتحدث عن ما نشاهده من مخاطر صحية مختلفة. نحن جميعاً متضررون منها وفي الوقت نفسه يخزن العقل الباطن الحلول والمعالجات إلى أجل غير مسمى، ننتظر من صحة البيئة تفعيل دورها فحياة الناس لابد أن تظل جميلة عامرة ببسمة الأطفال التي لو اختفت، اختفت معها جمالية الحياة وروعتها.