علي الصباحي
بدون مقدمات ومدخل نقول هل تصدقوا أن راتب من حمل روحه على كفه ووضعها لبنة ضمن مدماك وسور البيت الوطني يتراوح من 500ريال إلى خمسة آلاف ريال؟!!!!بالطبع قد لا يصدق هذا الكلام إلا انه الواقع الفعلي منذ أكثر من عشرين عاما!! ومن أراد أن يتأكد مما نقول فليذهب إلى مكتب رعاية اسر الشهداء الواقع بجوار جولة الجامعة ليرى بأم عينيه هذه المأساة وهذا العار !!!
كوكبة كبيرة من خيرة أبناء الوطن قدمت أرواحها فداء للوطن وثوابته وتركوا خلفهم عوائلهم وفلذات أكبادهم , وتم مكافآت أولئك الشهداء باعتماد راتبا لذويهم لايفي حتى لشراء كيس من البر والطحين أو إيجار غرفة واحدة!!! فهل يعقل هذا؟!! ثم أتدرون كيف يتم صرف هذا المبلغ الزهيد جدا المسمى راتبا من قبل مكتب رعاية اسر الشهداء؟ يتم كل ثلاثة أشهر ونصف على اقل تقدير!! فالذي يستلم ال500او ال5000 عليه أن ينتظر أكثر من 105ايام!!!ثم ليذهب بعدها ليقف في الطابور الطويل حتى يستلم حتى ولو تكسرت قدماه!!
تأملوا إلى هذه المأساة الإنسانية التي مرت وتمر بها كل عوائل الشهداء المدونين ضمن دائرة مكتب رعاية الشهداء!! ومع أن زيادة الرواتب مرت بمراحل عدة( زيادة ثم زيادة ثم.. الخ ) إلا أن رواتب المكتب المذكور لا تزال في مرحلتها الأولى ولم تتحرك ولو حركة واحدة تجاه رفع رواتب الذين بنو من جماجمهم أمن الوطن, كما لم يطرأ أي تغيير في ميزانية المكتب كما ميزانيات الدوائر الحكومية الأخرى!!
هذه أمانة ننقلها إلى القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ المشير علي عبدا لله صالح رئيس الجمهورية الذي لو ترامت إلى مسامعه مآسي وأحوال عوائل الشهداء الابرارلما توانى في إعادة البسمة إلى شفاه هذه الشريحة التي لامصدر رزق لها بعد الله إلا هذا الراتب الزهيد والبسيط الذي لا يسد رمق جوعهم , ومن هنا وعبر هذه الزاوية فإننا نناشد فخامته أن يحنو بكرمه المعهود وإصدار توجيهاته الكريمة لجهة الاختصاص لرفع رواتب هذه الفئة المظلومة في المجتمع أسوة برواتب الموظفين في الدولة ونحن على ثقة تامة بان تحصل الفئة المذكورة على الرعاية والاهتمام من قبل فخامته تعويضا عن سنين الحرمان والفاقة وغياب المعيل منذ ربع قرن وحتى اللحظة .
كما نناشد في الوقت نفسه السيد علي مجور رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة نزيهة لدراسة أوضاع هذه العوائل الكريمة الصابرة كون الظروف التي تمر بها لا تطاق وتستدعي التحرك السريع ولا مجال للتأخير والمماطلة , أما إذا استمر الحال كما هو عليه حاليا فستظل هذه الشريحة المحرومة تقبع تحت طاحونة الظلم والحرمان ! ولا ذنب لهذه الأسر سوى أنها فقدت أغلى ما تملك من اجل الوطن وأصبحت ضحيته!!
أخيرا نكرر مناشدتنا للحكومة الموقرة لتلبية ما طرحناه سالفا من اجل إنقاذ اسر الشهداء, كي لا يستمر هذا الوضع المزري يمزق أوصالها الممزقة أصلا , وفي نفس الوقت فان هذه الاسرلا تستطيع تشكيل حركة احتجاج كما يعمل الآخرون.
ولو استعرضنا شكاوي اسر الشهداء لما اتسع الوقت لسردها عبر أخبار اليوم. اللهم إني بلغت فاشهد وإنا لمنتظرون.<
Alsabahi77@hotmail.com