نبيل الدفعي
شغلتني فكرة منذ أيام وقد تمنيت أن تكون هذه الفكرة قد شغلت غيري من المختصين قبلي ولكنني وحسب إمكانياتي لم المس أو الاحظ ذلك. هذه الفكرة التي شغلتني هي فكرة انقطاع الخبرة بين الأجيال. فغالباً وهذه عادة مترسخة لدى بعض كبار اصحاب الخبرة من أهل الدولة ذوي الخبرات ويحجبان عنهم من تلاميذهم يساعدوهم ويتبعونهم كظلم ويحجبان عنهم الأجيال الجديدة ويوالوا من يوالوهم ويعادوا من عاداهما.. فلا يعرفون البعض من كبار أصحاب الخبرة فلا يعرفون من أمور الدنيا وجيل الأشرطة والكمبيوتر إلا ما يقولون في الجلسات الخاصة.. اعتقد أن هناك من يتفق معي أن فكرة الانقطاع بين الأجيال خطأ وهناك من سيستاء أن يقتصر مدد الخبرة للأجيال الشابة على أهل السياسة الذين ينشرون مذكراتهم عن تجارب الثورات. حقيقة يملؤها طموح كبير في أن تعمل لمدرسة جديدة تقام باسم مدرسة الأجيال . إنني أتذكر المرات في برامجها عالماً يمنياً درس وقضى سنين طويلة في انجلترا وكان يتحدث بلغة العلم.
اعتقد أن جميع من شاهدوا هذا البرنامج قد احسوا أن مدداً من أنوار عصر العلوم بدأ يصلهم بعد أن حاصرهم التلفزيون لفترة طويلة واعتقد لا زال بعدد من الضيوف أغلبهم.
أغلبهم من المنظرين الغير متخصصين.
لا أعرف إلى متى تعيش الغالبية العظمى من مجتمعنا التي يمثلها الشباب .. في موقعه أشرطة الإغاني والعاب الكمبيوتر ومباريات كرة القدم. دون أن يصلها مدد الخبرة الذي يساهم في تنمية عقولها وملكاتها.. وفك شفرة لغة العصر وفهم قضاياه .. فتمتلك القدرة على الاستفادة من طوفان المعلومات.. قبل أن يعزفها هذا الطوفان.
نحن في حاجة إلى لغة جديدة خاطفة كالبرق لا تواكب العصر وإنما تسبقه وتدهشه وتزلزل تفكيره وتجعله يعيد حسابات معنا فيتحرر الغرب من الصورة التي يرسمها للعربي الذي توقف به التاريخ عند لغة امرئ القيس إننا لن نستطيع أن نخرج من قوقعة الكسل العقلي والبطء في التفكير وفي التعبير إلى رحاب لغة العصر إلا إذا تعانقت خبرة الأجيال صاحبة التجربة مع جيل الشباب الذي يمتلك أدوات العصر ولا يعرف كيف يستخدمها والله من وراء القصد.<