فاروق مقبل الكمالي
يبدو تأكيد وزارة الصحة العامة بخلو اليمن من أنفلونزا الخنازير غير ذي معنى كلما تذكرنا أنه الوباء القادم وأنه على مسافة كيلوا مترات قريبة منا ، لكن صدقوني لم يعد الفزع الحقيقي "أنفلونزا الخنازير" أو لم يعد هذا الوباء الذي مازال يرعب العالم ذي بال هنا فثمة ماهو أشد إثارة للخوف والفزع من الخنازير و زكامها.
وحقيقة الأمر إنني ربما أمتلك قناعة بكون الوباء لن يعرف طريقه إلى اليمن لان سذاجة وزارة الصحة قضت بنقل الطالبين الأميركيين من مطار صنعاء إلى مستشفى جامعة العلوم وسط العاصمة بعد الاشتباه بإصابتهما بالمرض.
وهذا الإجراء أظهر ليس كم وزارة الصحة العامة والسكان متيقظة ومتابعة وتعمل بكل طاقتها بل أظهر كم أن وزارة صحتنا -وزارة صحة 24 مليون مواطن - تجهل كيفية التعامل مع الوباء وترصده وأنها لم تتواجد حتى في المنفذ الرسمي للبلاد " المطار ".
وأنها وبكل بساطة قبضت على مواطنين أميركيين كانا على متن طائرة ممتلئة بالمسافرين لكنها تركت بقية من كانوا على متن الرحلة يعرفون طريقهم إلى وسط العاصمة بكل بساطة.
إذاً نحن ننام بأمان ونحن كما قلت 24 مليون مواطن يمني ننام بأمان من الخنازير وصداعها لأن وزارة الصحة ليس لديها القدرة على فحص حالة اشتباه واحدة لا في المطار ولا في القطار ولا في البحار.
لست مقتنعاً بأن الوباء لن يعرف طريقه إلى بلادنا لهذا السبب فقط ولكن لأننا كيمنيين لو كنا سنصاب بمرض الأنفلونزا المرعب للدواجن أو للخنازير فمن الأولى بنا أن نصاب بزكام المجاري والبلاليع المتفجرة في كل حارة وبعدها زكام الكهرباء المتقطعة في كل ساعة ولأصبحنا نحن ال 24 مليون مواطن بؤرة واحدة لعدد من الأوبئة التي ليس لنا منها فكاك حتى مع إمكانيات منظمة الصحة العالمية ، وأطباء بلا حدود وقبل ذلك كله لكوننا مصابون بأنفلونزا الفساد. <
