علي الصباحي
نواصل في هذه الحلقة تناول المأساة والظلم والإجحاف والحرمان الذي تعيشه اسر الشهداء والمناضلين الذين ضحوا بالنفس والنفيس من اجل الوطن والأمة وتركوا أسرهم وأهاليهم يلاقون ويلات الحرمان والضياع بسبب الإهمال واللامبالاة من قبل المسئولين في البلد, مع انه لولا تلك الدماء الزكية التي سكبت والتضحيات الجسيمة التي قدمها هؤلاء الشهداء لما تربع المسؤلون اليوم على كراسيهم وامنوا في بيوتهم وانتفخت بطونهم في الوقت الذي يعيش خلفاء الشهداء الأبرار في بحبوحة من الفقر المدقع والإهمال المتعمد والتهميش المقصود بدليل الرواتب التي تتقاضاها اسر الشهداء كل ثلاثة أشهر ونصف الشهر!!!!
مررت يوم أمس إلى فرع مكتب رعاية - أو بالأصح شقاوة - اسر الشهداء والمناضلين فرع الأمانة فرأيت جزءا من المراجعين على ما يسمى ( الراتب ) واقفين حول طاولة الكاتب الذي يبحث عن الاسم ثم يصدر سند صرف وجزء آخر واقفين أمام نافذة المكتب من الخارج والجميع يحاول الحصول على ( سند صرف) وأثناء وقوفي سمعت كلاما كثيرا يحز في النفس ويؤلم الضمير مثل ( لو يوقفوا هذه الألفين الريال التي نتقاضاها ويخلصون من التعب )!! سألته لماذا ( فشئ ولا لا شئ) ؟؟ فقال( ما يكفيش مصاريف الطريق ويا ليت يساوون راتب الشهيد براتب العسكري )!!! نكتفي بهذا ولا داعي لذكر كل ما سمعناه حفاظا على مشاعر من لايراعون مشاعر الآخرين.
سألت احد الموظفين عن المدير فأشار إلى المكتب المجاور فدخلت ورأيت العجب !! المدير جالس على احد الكراسي وبجواره عدد من المراجعين وبيده الختم يختم به أي سند حصل عليه أي مراجع , ورأيت نائبه جالسا على الكرسي الرسمي للمكتب يقلب احد كشوف أسماء الشهداء , وبعد برهة من الوقت سألت المدير( منصور سليمان) وقلت له ألا تلاحظ هذه المأساة التي تحدث للمراجعين أثناء استلام الرواتب والأسلوب الحجري القديم..؟؟!! لماذا لم يتم توفير جهاز كمبيوتر ( شبكة ) ويتم إدخال جميع الأسماء ألمدونه لديكم في الجهاز وخلال صرف السندات بمجرد ضغطة زر تنتهي عملية استخراج سند الصرف الذي يتعب المراجعين ويرهقهم ويضيع أوقاتهم بسبب الوقوف الطويل والبحث عن الاسم في الكشف ؟!تبسم وقال لا يوجد اعتماد!!!
أما نائبه فقال لا توجد أية مخصصات مالية!! لدينا اعتماد أربعة آلاف ريال شهريا للقرطاسية !! و12 ألف ريال شهريا اعتماد تشغيل المكتب وأنت تقول لما لم يتم توفير كمبيوتر!!!
هذه الحالة المتردية التي يعاني منها كل المراجعين إضافة إلى مأساة الراتب الضعيف جدا نعرضها على جهة الاختصاص لعل وعسى أن تتحرك الضمائر الحية لتلمس أوضاع اسر الشهداء والمناضلين وتحسينها في كل الجوانب أما الضمائر الميتة فلا أمل في أن تحرك ساكنا أو تسكن متحركا !!
كما نلفت هنا نظر رئيس الهيئة العامة لرعاية اسر الشهداء والمناضلين إلى هذا الوضع المتعب الذي يلاقيه المراجعون في كل دوائر الهيئة المذكورة.<
Alsabahi77@hotmail.com
