نبيل مصطفى الدفعي
كنا قاعدين في المقهى كعادتنا نشرب الشاهي ونتبادل الأحاديث والنكات بالإضافة إلى إصدار بعض التعليقات المضحكة والساخرة على بعض الأشياء التي لا تعجب أحد منا خاصة الوالد حسن المعلق الأساسي والذي لا يعجبه عجب ولا الصيام في رجب.
هكذا مرت لحظات سريعة من الزمن ونحن على هذا الوضع في المقهى ولم يتضايق أحدممن كانوا جالسين بالمقهى لتعودهم على وجودنا بالمقهى وباعتبارنا من رواده الدائمين وجميعهم من كبار السن.
طبعاً كنا جالسين مرتاحين وبأمان الله. وفجأة رأينا واحداً من أصدقائنا بالمقهى وهو الشاب خالد يدخل سريعاً ويلقي علينا التحية ويجلس بجانبنا ويطلب واحد شاهي مستعجلاً ليثوبه سريعاً فقلنا له خير مالك مستعجل! قال لنا يا جماعة خايف أتأخير أريد أن أذهب إلى إدارة التلفون بمديرية المنصورة لأنهم أمس قطعوا حرارة التلفون. هنا قال له الحاج سالم : خليك زيي ومالك ومال التلفون ووجع الرأس وأنا لم أريد أتصل بأحد أروح أي مكان وقال لا أنا مش معك التلفون مهم جداً في البيت وأخونا خالد لازم يورح يدفع الفاتورة. أجابه الحاج سالم قائلاً نعم التلفون مهم جداً ولكن معاملة موظفي إدارة الهاتف والمنصورة ويمكن بعدن كلها جعلونا نكره الهاتف والاشتراك به تدري ليش وأوضح لك طبعاً الموظفون ليس لهم ذنب وإنما الذنب يقع على قيادتهم التي جعلتهم يطبقون روتين إداري من خلاله يتم تأديب كل المواطنين المشتركين الذين يريدون دفع قيمة استهلك المذكور بالفاتورة. يمكن تسألنا كيف أقول لك أولاً يقومون بقطع حرارة الهاتف قبل الفاتورة وبدون سابق انذار بعد شيء والشيء الآخر عندما تريد تذهب عندهم لتسديد الفاتورة مفروض تضيع نصف يوم من عمرك وهذا كل شهر فعندما تذهب تمسك طابوراً طويلاً أمام صاحب الكمبيوتر لتقول أنه رقم هاتفك لاستخراج فاتورة الشهر أو الدورة بعدها تنتظر الكمبيوتر ما يقارب ساعة ليخرج الفاتورة وحسب الدور والكمبيوتر الذي معهم اعتقد أنه من الرعيل الأول والذي أعتقد تم الاستغناء عنهم بحديث ولكن هم متمسكون به يمكن لمعزته عندهم عموماً بعدها تمسك طابوراً عند المحاسب لتدفع كل هذا من شأن فاتورة التلفون لهذا أقول طاقة منه ريح سده واستريح.
وهنا سألهم الحاج سالم انتم تريدوا تستريحوا من كل مشاكل اليوم تعالوا معي بكرة الصباح بدري نتمشى ونشم هواء البحر النقي في كورنيش ريمي بالمنصورة لأن الطبيب نصحني بذلك هنا قال الشاب خالد أيش من كورنيش وأيش من هواء نقي أنا أروح أجري هناك وأمارس الرياضة كل يوم أشوف ما يقارب أربعين شخص نائمين على فرشان وبعضهم قماش وقراطيس وفي بينهم أطفال نائمين وأغلبهم ترى عوراتهم من الصبح ؟؟؟ فيني بعد ما يراها الواحد بايستريح أو بإيلاقي هواء نقي أذا ما تصدقونا أذهبوا أنفسكم. هنا صمت الجميع وكأن شيئاً أصابنا. والله من وراء القصد.<