;

رجال في خنادق الدفاع عن الثورة ..الحلقة «15» 776

2009-06-16 06:43:40

أشرنا في الحلقة السابقة إلى أحداث نضالية وبطولية للمدافعين عن الثورة لنواصل السير في تتبع عزيمة الأبطال في مطاردة فلول النظام الإمامي.. يقول المؤلف: وفي تلك الأثناء كان هنالك بعض من المغرر بهم يشاهدون الموقف وكيف أن محاولة رفيقهم المقاومة وعدم الاستسلام باءت بالفشل وأودت بحياته فسارع من كان موجوداً بتسليم سلاحه والذي أذكر أنه كان من نوع كندا أو شرفاء انجليزي الصنع فيما عدا القتيل الذي كان يحمل رشاشاً من نوع "ميم ون M1 " وبعد ذلك أدخلنا الأسرى الدبابة وواصلنا السير في اتجاه المدرعة وخلف مقعد الأسرى مسلحين بسلاحهم الأبيض ونتيجة للموقف المثير لم أفكر بما قد يحدث منهم وهم أكثر عدداً ومسلحين بالجنابي حتى وصلنا إلى شمال المدينة وشاهدنا المدرعة واقفة وهي مغرزة فقط بعد أن تركها المرتزقة وقد ضربوا إطاراتها وأخذوا الأسلحة منها.

وبعد الصول إلى مبنى الحكومة مع الأسرى طلب الأخ/ مجاهد أبو شوارب من عامل المنطقة آنذاك وهو من بيت النعمان سرعة استدعاء مشائخ وعقال المنطقة والمدينة وإلزامهم بالتعاون والحراسة والوقوف مع الثورة ، وإذا بالعامل يوضح بأن المدينة أصبحت خالية ومعظم من يسكنها هربوا ولمزيد من أبراز الحقيقة بأني ومن معي كنا لا نعرف الأخ/ مجاهد أبو شوارب الذي تعرفنا عليه فيما بعد والذي كان يملك القدرة على التعامل مع الموقف ويتفانى في حماية الثورة وتحقيق النصر.

مزيد من الخسائر للمرتزقة

يوضح المؤلف تحت هذا العنوان بأن التدخل الخارجي يتزايد يوماً بعد آخر وما رافقه من تصعيد للموقف إذ كانت المواجهة على أشدها في تلك الآونة وتعرض أنصار الإمام المخلوع إلى خسائر كبيرة في الأرواح كما تعرضت أملاك المواطنين إلى الدمار في مدينة حرض وتم نهب السوق وإحداث بعض الحرائق في المنازل والتي كانت معظمها خشبية ومن مخلفات الأشجار وبالرغم من ذلك الفشل الذريع لأعداء الثورة في أول يوم إلا أنهم اتجهوا نحو قفل حرض الذي تمت محاصرته وأخذ من كان فيه ، وكان من ضمن المتواجدين سرية من الحرس الملكي الذي وصل من تعز ومن الحرس الوطني بقيادة محمد البيضاني ، وتم الاستيلاء على السيارات بما عليها التي عادت من وشحة بما في ذلك السيارات العائدة مع الأخ/ عبدالوهاب الشامي والتي تحمل الثالث وبعد ما شاهدنا طائرات عسكرية مقاتلة ولأول مرة تقوم بغارات جوية على الأطراف اليمنية السعودية وعلى وجه الخصوص عند نقطة صامدة في جيزان ،والذي سبق لإذاعة صنعاء بأن حذرت بأنها ستقوم بضرب قصور الرياض والناصرية إذا لم تتوقف السلطات السعودية عن دعمها ومساعدتها لذلك الإمام المخلوع وعمه الحسن، وكانت تلك الطائرات تركز في تحقيق أهافها بالتحليق على صامدة التي كان يتواجد فيها الأسرى والمكلفون بالإشراف عليهم، وقد تم للطائرات ضرب المنطقة مما أدى إلى هروب المكلفين بمرافقة الأسرى بما في ذلك حراس النقطة الأمر الذي تمكن معه الأسرى من الهرب في ظل تلك الفرصة المتاحة والعودة في اتجاه حرض وميدي ، وكان أول من وصل هو الأخ/ محمد البيضاني "الذي استشهد على يد عبدالله عبدالعالم في منطقة التربة فيما بعد".

كان ذلك على ما أعتقد في اليوم الثامن عشر من عمر الثورة في الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر 1962م ، وفي اليوم التاسع عشر وصلت إلى حرض مجموعة من طلائع القوات المصرية تنتمي إلى قوة اللواء الخامس مشاة مع مجموعة استطلاعية قامت بتنفيذ مهامها لتعود في نفس اليوم ، بعد استشهاد عدد كبير من أفراد الحرس الوطني نتيجة لزيادة الهجمات التي كانت سبباً في زيادة الإرهاق خاصة لأطقم الدبابتين، يواصل المؤلف بقوله: وفي نفس الوقت وصل الأخ/ مجاهد أبو شوارب إلى صنعاء وبسرعة ورافق ذلك تعدد المعارك في أكثر من منطقة منها منطقة سنوان التي أستشهد فيها عدد كبير وفي مقدمتهم الشهيد النقيب/ محمد الحمزي قائد الحملة ، وهكذا وبينما كنا نعاني من نقص الإمداد وتزايد الهجمات على المواقع القريبة من مركز تجمعاتنا كان أفراد الحرس الوطني يتوافدون بدون إمداد أو تعيينات ومواد غذائية، وأستطيع القول بأن نظام الإمداد كاد أن يكون مفقوداً تماماً حتى كان وصول أفراد اللواء من القوات المصرية الذي بعث فينا الحيوية والنشاط من جديد بعد أن ساد شعورنا بالإحباط ولقد أثبت الجيش المصري قدرته ودقة تنظيمه المزود بكل الإمكانيات والمعدات والأسلحة ، ولذلك كان الجميع يتمنون أن تصل قوات العدو التي ضايقت أفرادنا من قبل وهم منتشرون في الحقول الزراعية وعندها كانت الأسئلة تنهال علينا من قادة اللواء حول العدو وأين موقعه بالنسبة للمكان المتواجدين نحن فيه.

أول معارك القوات المصرية

أما الأخوة العرب من القوات المصرية فبعد أن أطلعناهم على مواقع تمركزات الأعداء طلبت قيادة اللواء معرفة ما إذا كانت القوات اليمنية ستشارك معهم في المعركة ، وبالطبع القوات التي كانت في حرض مكونة من دبابتين إحداهما صالحة وهي التي تحت قيادتي وآخرى معطلة ولذا فقد تقدمت أنا وزملائي القوات المصرية التي كان أولها في رأس الوادي وأخرها في مدينة حرض، ولمواجهه الموقف إنتشرت قوات اللواء على جوانب الطرق ونزل الجميع من على السيارات والمدرعات وحاملات الجنود " 60 * 6 " وصدرت الأوامر بإطلاق النار والرد على مصادر النيران التي أحدثت إصابات في صفوف القوات.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد