عصام المطري
دع القلق وأبدأ الحياة ، ودع ما تحت دثار القلق وأبدأ حياتك المرحة الحلوة السعيدة فلا شيء تجاهك يدعوك للقلق ، إنما هي بعض الشواغل التي أفنت كاهلك ، فحاذر أن تقلق مرة أخرى ذلك أن القلق يؤثر على الجسد ويدعوك إلى حياة فاترة موجغة فيها الكثير من الآلام المتعددة والمتنوعة ، والقلق سم زعاف للشباب يفني العمر ويقرب الأجل ، فهل تريد أن تموت ناقص عمر؟!.. إذاً لا تقلق ودع الحياة تمضي وتروح وأنت في حال سبيلك تنقب عن الذهب والمعادن النفيسة في هذه الحياة الجميلة دون أرق ودون وساوس وأراجيف ، وظنون سيئة وشكوك ثم أمراض نفسية حيث تصاب حياتك ببعض الآلام ، وتفكر أكثر من أي وقت مضى باستعادة الماضي.
أركض نحو السعادة، وزين حياتك بعقود من اللؤلؤ المطرز بالذهب وحاذر أن تفكر تفكيراً سلبياً ، وسيطر على حياتك قبل أن تسيطر هي عليك ، وبرمج ذاتك برمجة عصبية وفكرية وثقافية وكن دائماً في طلب السعادة، وحاكي نفسك بأن تقول : أنا سعيد في الصباح الباكر، وعند المساء تلفظ بلفظة: أنا سعيد ، فقد تجمع لك السعادة جمعاً وأنت لا تدري، فالفقر ليس غصة فإذا كنت فقيراً فغيرك محبوس بدين عليه ، فأحمد الله عز وجل ، وإذا لم تكن لديك وسيلة مواصلات فقد بترت سوق وأرجل بحيث أقعد صاحبها على الفراش ، فلا تبحث عن النعمة المفقودة واشكر لله عز وجل نعمائه الموجودة ، فأنت إنسان خالٍ من الأمراض لك عينان ترى بهما في الوقت الذي حرم الله عز وجل أناساً آخرين عن الرؤية، وذلك يدان تفعل بهما ما تريد في الوقت الذي قطعت فيه أياد لناس آخرين ، فتذكر نعم الله عليك وآلائه الجزيلة ولا تفكر قيد أنملة في النعم المفقودة.
وكن نشيطاً تسابق الريح في نشاطك من أجل أن تدار إليك الدنيا بحذافيرها، فمن أصبح معافى في بدنه، آمناً في سربه ، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها كما أخبر عن ذلك النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فكن من المجددين لحياتهم .. تسرح وتمرح على إيقاع الحياة الخالد ، وحاول أن تدخل السعادة التي تتمتع بها إلى قلوب كثيرين من الأسر، فمن أدخل السعادة على أهل بيت ماله جزاء سوى الجنة كما قال النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فكن خفيفاً تواقاً للمعالي تكن أسعد الناس، ولا تكثر في المجالس القيل والقال وكثرة السؤال،وامتنع عن مجارات الحاسدين والحاقدين وتلطف لمن يحسدك ولا توغل صدره بالأحقاد عليك وإنما التبسم له وخالقه بخلق حسن حتى تكون أسعد الناس، ولا تكرر حياتك بما حدث لك من أقدار ولا تقول لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل وأرض بمكتوب الله عز وجل.
ولا تتحمل الكرة الأرضية فوق رأسك بأن تقعد تهم الغلاء الفاحش والاضطراب السياسي الحاصل في البلد، وتعكير الأجواء والمناخات بين رفقاء العمل السياسي الواحد فهذا غير وارد وغير صحيح ، فإن الاستمرار على هذا الشيء يمكن أن يورث أمراض السكر وأمراض القلب وتموت بالجلطة أو الذبحة الصدرية، وإنما ثق بأن الله عز وجل يدبر الأمر من قبل ومن بعد "يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الخير إنه على كل شيء قدير"، محاولاً أن تجدد حياتك بتجديد إيمانك بالمداومة على الصلاة على النبي، وبالمداومة على ذكر الله عز وجل الذكر الكثير الحسن ، واحصي أعمال الخير وتسابق بها تفز برضاء الله عنك في الدارين.. الدار الدنيا والدار الآخرة وذكر الناس بما يصلح حال الأمة من العودة إلى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله ، وتجديد الحياة الإسلامية بثراء واسع في العبادات، وبفيافي واسعة من ذكر الله وخشيته.
ولا تحزن لعدم مقدرتك على الإنجاب ، فقد أنجب غيرك ذرية طالحة يتهاوون في الإجرام ، وفي عقوق الوالدين وحالك أرحم لا تهم طفلاً بدون حليب أو شاباً بدون وظيفة أو ابناً عائقاً لا يعرف حق الله عليه ولا يعترف بحق الوالدين عليه مما أثمر تعاسة على والديه وتمنوا أن يكونوا مثلك ذوي عقم لا ينجبون الأطفال ، فهذا حال الدنيا كل واحد منا يريد ما في يد الآخر دون تبصر وحكمة واعية ونازع من الدين..لذلك ندعوك إلى تجديد حياتك بإدخال السرور على أهل بيتك ومعاملتهم معاملة حسنة ، فالأقربون أولى بالمعروف ، فلا يعقل أن يكون للرجل منا أخلاقاً لغير أهل بيته أما أهل بيته فيعاملهم معاملة قاسية ليس فيها ذرة من أخلاق ، فصاحب الأخلاق الحسنة يكون ذا أخلاق عالية مع الناس ومع أهل بيته .. يداعبهم ويسليهم ويضحكهم ويتجاوز عن سيئاتهم ويوجههم التوجيه الأمثل.<