كروان الشرجبي يفرح كثير من الآباء والأمهات إذا ما تقدم لأبنتهم عريس يحمل الجنسية السعودية أوالخليجية بشكل عام لأنهم يعتبرونه أملاً لهم في تحسين أوضاعهم المعيشية وأحياناً يعتبرون هذا الزواج مفيداً لهم للتمكن من الدخول إلى الأراضي السعودية الشقيقة وهذا حلم لا نمنع أحداً من أي يحلمه ولكن هل كل الرجال سواء ؟ "لا" فلكل شخص أفعاله وتصرفاته الخاصة بشخصيته فهناك الكثيرين الذين لا يفعلون ما يقولون فتجد هذا الشخص قد أتى راغباً بزوجة فيدفع لأهلها المال الكثير فيوافق عليه الأهل دون السؤال عنه فيسافر على أمل الرجوع وأخذ عروسة لتقيم معه في بلده وتمر السنون ولم يحدث ما وعد به وأخريات يسافرن مع أزواجهن وبمجرد ما يضجر منها الزوج يرمي بها في الشارع لا تقولوا لي أن هذا لا يحدث! بل يحدث وفي أراضي المملكة العربية السعودية، إذ نشرت "عكاظ" تفاصيل معاناة "ليلى" التي تركها زوجها وهو مواطن بعد أن أنجبت له طفلين وهجرها وكان هذا المواطن قد تزوجها وأدخلها المملكة بتأشيرة عمره ثم بدأت مأساتها بعد أن وضعت طفلها الثاني حيث فوجئت به يطردها إلى الشارع ويأخذ ولدها ويضعه في دار الرعاية الاجتماعية في "أبها" للتخلص منه إلا أنها استطاعت أن تسترده وهي الآن تعيش في ظروف اجتماعية وصحية قاهرة وتسكن حالياً منزلاً شعبياً في حي "الهميلة" محافظة خميس مشيط ودفعتها الظروف لإعداد الشاي والقهوة في الاستراحات والمنازل وجعلت أولادها يتسولون في الشوارع فهما لم يدخلا المدرسة لأنهما بدون شهادة ميلاد وقد مر على حالها هذه تسع سنوات، فأبنتها تبلغ من العمر تسع سنوات وابنها 8 سنوات رغم أنها تقدمت بالشكوى ضده لكن دون جدوى رغم وجوده في المنطقة وهي لا تملك سوى ورقة الزواج وبعض الأوراق التي حصلت عليها من دار الرعاية الاجتماعية في أبها التي فيها يعترف بإبنه ، ونتيجة لظروفها القاهرة قامت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية الشقيقة بمتابعة قضيتها وأكد مسؤول في الجمعية على أن الجمعية ستتولى مساعدتها ومخاطبة الجهات المختصة بما يكفل حقوقها وحقوق أبنائها وإنهاء مأساتها في أسرع وقت.
ونحن هنا دائماً نقول ونكتب عن الزواج من غير الجنسية وقلنا من يتزوج بغير جنسية يظلم نفسه ويا ليت الجميع يأخذ بهذه المقولة.
عموماً أن ما حدث حدث ولكن يبقى سؤال عالق هنا وهو أين سفارتنا اليمنية من كل ذلك؟ جمعية وطنية تتدخل لحل مشكلتها أما سفارتنا لا، هذا شيء يبعث في نفس كل مواطن التساؤل ألم تقام السفارات من أجل حل كل قضايا مواطنيها ألا تعتبر هي المسؤولة الرئيسية عن أي مواطن يمني مقيم في أي بلد كان أم أن المسؤولية قد تغيرت وأصبح للسفارات مهام أخرى ولم ندري عنها ؟!
أذا كان ذلك فليعلمنا من يعلم بما لا نعلم!!!
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM
