علي منصور مقراط
اهتزت مشاعر ووجدان اليمنيين عامة لذلك الفعل الإجرامي البشع الذي أقدمت عليه العناصر الإرهابية الحوثية بخطف الأجانب التسعة العاملين في المستشفى الجمهوري بمحافظة صعدة ضمن الهيئة العالمية للخدمات الطبية التي تعمل بالمحافظة منذ 35 عاماً واغتيال ثلاث من النساء الطبيبات العاملات بصورة دنيئة ومنحطة يندى لها جبين الإنسانية ولا يستطيع تحملها عقل بشر عنده ذرة من الضمير والأخلاق والدين الإسلامي.. والأرجح وكما اعتبرت وزيرة حقوق الإنسان د/ هدى البان هذه الجريمة أكبر انتهاك لحقوق الإنسان باعتبار أن المجني عليهن جئن ليخدمونا ويخدموا اليمن من خلال تقديم المنافع الطبية لأبناء محافظة صعدة ويحدث لهم مثل هذا العمل المؤلم والحزين الذي يندى له كل جبين من أبناء هذا الوطن الشرفاء ونخجل أن يحدث مثل هذا العمل من قبل أبنائنا اليمنيين خصوصاً أن اليمن بلد الحكمة والإيمان..
اللافت للنظر أن هذه الجريمة الشنعاء التي لا يرتكبها إلا إنسان مختل عقلياً ولا يرتكبها مسلم أبداً بل إرهابي متوحش ومنحط لا يمتلك في قلبه ذرة من الإنسانية والوازع الديني أو أي عقيدة من العقائد الشرعية والأخلاقية والدينية.. وحسب وصف مدير مكتب الصحة بمحافظة صعدة فقد وجدت جثث الطبيبات الثلاث ألمانيتين وكورية في حالة مأساوية حيث عثر على المجني عليهن المغدور بهن معصوبات العينين وتم قتلهن بالرصاص من الخلف في رؤوسهن والحاصل أن لا مثيل لهذه الجريمة وهي خدش لعقيدة المسلم وإساءة إلى أمنه ومجتمعه.
وأمام هذه المأساة النكراء فإننا نطالب الحكومة بالضرب بيد من حديد على يد العناصر المتورطة والوقوف بحزم في متابعة عناصر الإرهاب والإجرام والتخريب لينالوا جزاء ما اقترفوه من جريمة في حق ضيوف اليمن والتعامل مع هذه العصابات المارقة بقوة وبما يضمن استئصال شرورها بعد أن استنفدت معها كل الوسائل السلمية وأثبتت أنها معادية للسلام ولا تتعايش معه وترفض الانتماء للهوية اليمنية وإنما للشيطان.
فواصل في الصميم
برنامج الزيارات الميدانية التي بدأها محافظ أبين م. أحمد الميسري لمديريات المحافظة وانطلق بتدشينها من مديرية لودر لها بالغ الأثر الإيجابي على نفوس المواطنين في تلك المديريات الذين يشعرون بالأمر والتفاعل مع زيارة كل مسؤول يتلمس همومهم وقضاياهم عن قرب . ومن خلال مرافقتي للمحافظ فقد لوحظ عليه ومن خلال بساطته وشفافيته امتصاص غضب المواطنين الذين يتطلعون إلى الخير في هذا الشاب النزيه الذي أثبت أنه عند مستوى التحديات والصبر في أشد المواقف والمحن واستطاع بانفتاحه على الجميع وانحيازه إلى حقوق الناس والعدالة أنه الأمل الوحيد لأبناء أبين وأنه رجل المرحلة بكل متناقضاتها وخطورتها وتحدياتها ويكفي أنه وبعد مضي عام و32 يوماً من انتخابه لا يستطيع أحداً اتهامه بأي قضية تجاوز أو فساد فالنزاهة والزهد لا تأتي إلا من قناعة الإنسان والله الموفق..