علي الصباحي
المتتبع لما يحدث في الساحة الوطنية من مشاكل يجد أنها تنتقل من دائرة أضيق إلى دائرة أخرى أوسع , في الوقت الذي عقلاء البلد كل منهم يتفرج وكأن ( البطيخة سليمة )!!! وكل شئ على ما يرام ياوطني !!!
إن حلق التآمر على اليمن ليست بالأمر الهين والسهل , كما أن السكوت والسكون عما يجري من تآمر أيضا ليس بالأمر نفسه , بل انه يدخل ضمن خيوط المؤامرة القذرة على البلاد والمنطقة ككل وبالأخص الجزيرة والخليج!!!
سلسلة من الأحداث على امتداد الوطن بدأت بخطوة ارتجالية صغيرة وهينة وكان بالإمكان وأدها في المهد إلا انه مع الأسف الشديد تم التغاضي عنها من كل الأطراف المتواجدة في الساحة الوطنية بل أن بعض هذه الأطراف السياسية عملت جاهدة على تشجيع ومباركة هذه الخطوة التآمرية ليس حبا فيها بل نكاية سياسية بطرف آخر !!! في حين إن هذا الأخير تغاضى عما يحاك ليس ضده فقط ولكن ضد الوطن برمته !!!
ومع مرور الوقت مسرعا كبرت هذه السلسلة وتشابكت حبالها المتناثرة لتشكل أخيرا امتدادا واحدا لتحقيق غايتها في التآمر على كل الوطن وامتداداته وسمعته وعقلاء البلد من كل الاتجاهات في واد آخر وكأن شيئا لم يكن!!! كون هذه الأطراف الفاعلة في الساحة الوطنية يقبعون خلف كواليس التآمر على بعضهم البعض!!وكل واحد يسابق الأخر من يسجل الهدف السياسي الأول !!والنتيجة ما نراه ونسمعه ونلمسه اليوم !!!!
ولو أن الأطراف الفاعلة في ساحتنا اليمنية تناست أو على الأقل أجلت التآمر الحزبي والمناكفات السياسية إلى وقت آخر هل كان بالإمكان أن توصل حلقات التآمر ضد الوطن إلى ما نحن فيه اليوم ؟؟!! اترك الإجابة لكم!
إن ما حدث خلال الساعات الماضية من اختطاف وقتل للأصدقاء الأجانب ماهو إلا حلقة مضافة إلى حلقات السلسلة التآمرية السابقة ضد الوطن!! والله يستر على هذا البلد من حلقات قادمة .
مسكين أنت يا وطني كم تعرض وجهك الطاهر للخدش والتشويه المتعمد من فلذات كبدك , وكم تعرض جسدك للإنهاك والتعب على أيدي أبناءك , وكم تعرضت عافيتك للمرض والإرهاق بذات اليد التي رعيتها واحتضنتها وهي في المهد صغيرة !!
مسكين أنت ياوطني الحبيب يا مهد الحضارة والأصالة والتاريخ كم باسمك تهدر كرامتك , وكم بذات الاسم تنتشر على جبينك الجميل الناصع فيروسات الحقد والكراهية والبغضاء ,كم من أبناءك احتضنتهم ورعيتهم وتربوا في حضنك الدافئ وهاهم نسوك بل انقلبوا عليك وشهروا في وجهك سيوف الموت وسكاكين التقطيع ورماح الغدر والخيانة!!!!
كل ذلك يحدث فيك ياوطني وأنت صابر رافع الهامة تنتظر تحرك أبناؤك العقلاء الأبرار أن يفيقوا من غفلتهم ويستيقظون من سباتهم كي يضمدوا ويلملموا جراحاتك الغائرة ويعيدوا البسمة إلى وجهك النقي الطاهر.
أيها العقلاء أيها الأبرار هاهو حضنكم الدافئ يناديكم فهل من مجيب ؟!! فمن كان منكم ينتمي إلى هذا المنادي ( الوطن ) فليلبي نداءه ومن كان غير ذلك فليرحل عنه ويبحث له عن حاضن آخر في أي مكان كان ,لان الوطن لن يغفر له الكبائر بل سيضعه في سجل التاريخ ضمن ضبارة الخيانة والتخاذل , وتحت خانة الانحلال السياسي القذر.اللهم هل بلغت.فكفى مهزلة بالوطن ياعقلائه!
Alsabahi77@hotmail.com
