في مختلف بقاع الأرض وفي بلادنا على الأخص تدور في الحياة معركة لا رحمة فهيا تدور فيها مواجهة يومية متواصلة بين تجار السلع المختلفة والمواد الغذائية والأسعار المبالغة فيها والفاحشة التي يفرضونها وبين المواطن البسيط المحدود الدخل والفقير المعدم الباحث عن غذائه وقوته اليومي ورغم أن هذه المواجهة تختلف من يوم لآخر.
ما يجعل المواطن البسيط لا يجد في الأغلب الطعام الكافي بسبب ارتفاع الأسعار وهذا ينعكس على صحته وصحة أسرته فتتزايد لديهم الأمراض. هؤلاء وغيرهم من المعدمين ممن يقعون في دائرة الفقر يصابون بحالات من اليأس والإحباط والشعور بالظلم مما يدفع بالإنسان إلى السلبية إزاء القضايا الاجتماعية والتي ينتج عنها فقد الترابط بين أفراد المجتمع وانتشار المشاكل الاجتماعية الانحرافية كالعنف والجريمة والضغوط النفسية وما إلى ذلك وفي المحصلة النهائية يكون المجتمع بأسره هو الخاسر الأول والأخير.
من المؤكد أن ما أشرت له في مقدمة موضوعي هذا يعلمه علم اليقين الأخوة تجار السلع المختلفة بما فيها المواد الغذائية والذين هم مسؤلون عن تحديد أسعارها ولا يراعون مقدرة المواطن البسيط والفقير على شرائها وحاجته الماسة إليها. هذا بالإضافة إلى علم الجهات الرقابية على التجار والأسعار الحكومية والغير حكومية والتي نعتقد أن البعض منها تغض النظر عن ذلك بل وربما تتاجر بحياة المواطن الفقير مقابل تحقيقي مكاسب شخصية مادية وإلا لماذا هذا السكوت بالرغم من ملأ الدنيا بتصريحات وأخبار عن نشاطها التي ربما تكون نشاطات دعائية لا غير أو وهمية.
وأمام كل ذلك وفي ظل صمت الدولة التي دائماً تتعهد معالجات لهذه الإشكالية ضمن إستراتيجية وخطط مستقبلية لم يلمسها المواطن البسيط والفقير إلى الاعتقاد بأن ذلك عبارة عن حقن تخدير للحد من الفقر من المنظمات والدول العالمية لا يتلقونها إلا فيما ندر ولعدد محدود منهم.
هكذا تستمر المعاناة اليومية للمواطن البسيط والفقير وتستمر المواجهة اليومية لارتفاع الأسعار والتلاعب بها بين فترات زمنية دون رادع أو خوف من الله.
سؤال يدور في خلد المواطن البسيط المحدود الدخل والمواطن الفقير المعدم إلى متى سيستمر الحال وما سبب صمت الدولة والجهات المعنية ونحن يتم طحننا يومياً تحت عجلات التجار الجشعين وهل هذا جزء من الرخاء والديمقراطية أو على المواطن البسيط والفقير أن يصبر ليكسب الثواب لدخول الجنة وأن للتجارة الجشعين النار أفيدونا يا أولياء الأمر أصلحكم الله. . والله من وراء القصد.
