جميل شمسان
إن الوحدة اليمنية قد بلغ عمرها 19 عاماً. وبهذا العمر يعتبر جيل الوحدة قد بلغ الرشد ويجوز له حق التصرف وتحمل المسؤولية إلا أنه يفتقر إلى العنصر التوعوي والإرشادي الذي يعرفه بمعنى الوحدة وأهدافها وغرس أواصر المحبة والإخاء بين الشباب والأطفال بل وجميع فئات المجتمع اليمني . وتعميق وترسيخ الوحدة في قلوبهم إلا أن هذا القصور تنحصر مسئوليته على الدولة وعلى أجهزتها المتمثلة في الإعلام والتربية والتعلم والأوقاف والإرشاد. لأن تلك الجهات لم تقم بالدور الموكل إليها تجاه جيل الوحدة منذ قيام الوحدة المباركة عام 90م حتى يومنا هذا فنتج من وراء ذلك الفراغ التوعوي الذي دخل من خلاله أعداء الوطن والوحدة وعملوا على بث أفكارهم الهدامة ومخططاتهم التي يغرسونها في عقول بعض الشباب، فلو سألت طالباً في المرحلة الأساسية أو في الثانوية العامة عن الوحدة ومعناها وأهدافها أو سألت مواطناً عادياً فإن الإجابة ستكون سلبية بلا شك نتيجة القصور التوعوي ولكي في ذلك القصور فإنه يترتب على وزارة الإعلام تحديد برامج توعوية للمواطنين وبجميع فئاتهم العمرية وبصفة مستمرة سألت تعرفهم بما يحاك من مؤامرات تهدف إلى تقسيم الوطن العربي إلى دويلات وبرامج توعوية للشباب بصفة شهرية على الأقل تعرفهم بمعنى الوحدة وأهدافها وما كان يعانيه الوطن قبل الوحدة. وتعرفهم بأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر والعمل على غرس وتعميق أواصر المحبة والإخاء بين الشباب والمواطنين وحب الوطن. وأن الوحدة هي امتداد للثورتين التي ضحى من أجلها الوطن بآلاف الشهداء من جيمع محافظات اليمن وتحديد برامج توعوية للأطفال تغرس أيضاً في عقولهم الوطن وحب الوطن والوحدة وتجنبهم عن الأفكار الهدامة . ويمكن للإعلام أن يلعب دوراً مهماً في المستقبل وبصفة مستمرة بدلاً عن أن يكرس ذلك في وقت واحد وعندما ينتج أو يحدث شيء في الوطن ويتلاشى بعد زوال ذلك.
أما بالنسبة لوزارة التربية والتعليم يترتب عليها القيام بدور إيجابي وفعال وتحديد حصة أسبوعية على الأقل تعرف به الطلبة معنى الوطن ومعنى الوحدة الوطنية والألفة والإخاء بين أبناء المحافظات المتواجدين في صف واحد وبالذات في المدن الرئيسية التي تحتوي فصول مدارسها على طلبة من جميع المحافظات وتعريفهم بأن فضل الوحدة هي التي جمعتهم في فصل واحد. وغرس الوحدة والوطن في عقولهم لأن العلم في الصغر كالنقش على الحجر ليس هذا من أهداف التربية والتعليم والعمل على تعريف الطلبة كيف كان قبل الوحدة والمعاناة التي عانتها الأجيال من شتات وفرقة.
ويترتب على وزارة التربية والتعليم النظر في مادة التربية الوطنية التي لم تتناول الوحدة الوطنية بشيء أيضاً وإنما تمر على أحداث الوطن وثوراته ووحدته مروراً عابراً وكأن الأمر لا يعنينا ولا يعني أطفالنا وفلذات أكبادنا الذي يجب علينا غرس المحبة والإخاء والوحدة الوطنية في عقولهم لكي ننشئ جيلاً وحدوياً قوياً لا يقدر أحد على زعزعته. بالإضافة إلى كل ذلك فلا بد من إنشاء جهاز توعوي تربوي لتنفيذ ومتابعة غرس الولاء الوطني بين صفوف الطلبة من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية.
وزارة الأوقاف والإرشاد تعد أيضاً من أهم الوزارات التوعوية وتقع عليها مسؤولية كبيرة كونها تتصل بالمواطنين بمختلف أعمارهم خمس مرات في اليوم . عبر المساجد وبواسطة الخطباء وأئمة المساجد الذي يتبعونها فإنه يترتب عليها إعداد الخطط التوعوية والإرشادية والخطب المنبرية المعبرة والهادفة إلى توطيد المحبة والإخاء والوحدة الوطنية ونبذ التطرف والأفكار الهدامة المقيتة التي تسيء للإسلام والمسلمين وتخدم أعداء الوطن وأعداء المسلمين.
وتعريف المواطنين بأمور الدين والوحدة ونتائج التطرف ومن يثيرون المشاكل والقلاقل ويقطعون الطريق وينهبون ممتلكات الدولة والمواطنين وينشرون الرعب بين المواطنين ويثيرون النعرات الطائفية ويخرجون عن طاعة ولي الأمر وموقف الدين الإسلامي مهم ومن ساندهم أو تعاون معهم.
ويترتب على الوزارة القيام بالدور الإرشادي الهادف لأن ما قامت به الوزارة منذ قيام الوحدة إلى يومنا هذا لم يكن له أي تأثير إيجابي لأن الصراعات والإشكالات التي حدثت في المحافظات الشمالية والجنوبية هو نتيجة القصور التوعوي والإرشادي من تلك الوزارة بالإضافة إلى غياب التوجيه المعنوي إلى جانب تلك الوزارة التي يترتب عليها تكثيف جهودها وتعويض ما فاتها والعمل على توعية وتربية الأجيال توعية وتربية صحيحة وسليمة وتنمية العقول التنمية الهادفة إلى المحبة والإخاء ونبذ الخلافات والحقد والكراهية لأن التصدي للذين استغلوا الشباب "جيل الوحدة" وغرسوا في نفوسهم الحقد والكراهية لا يتم إلا بالتوعية الإعلامية والإرشادية الهادفة.