عبدالباسط الشميري
قد يكون الموت وقد تكون الحياة خيارين لا ثالث لهما إما أن تلقى حتفك عرض البحر وتذهب أنت ومالك وكل ما تملك في هذه الدنيا أ، تنجو بجسدك وأي شيء يملك من يبحث عن الحماية؟ ما الذي يمكن يكون بحوزة هذا الفار من جحيم المعارك وقرقعات المدافع؟ ما الذي يمكن أن يكون بحوزة هذا المسكين الذي غامر أو قامر بحياته ليكون ضمن عشرات في قارب لا يقوى على حمل الألواح الخشبية التي أنهكتها أمواج ورياح البحر؟ أي مصير ينتظر هؤلاء الفارين بحياتهم والملتمسين لجوءاً إنسانياً في هذا البلد أو ذاك؟ لا يهم الأمر سيان عند هؤلاء القادمين من أرض الصومال أو من القرن الأفريقي عموماً ، هم يبحثون عن مكان آمن لا غير، يبحثون عن مكان لا يسمعون فيه أصوات وأزيز المدافع والصواريخ، يحاولون الوصول إلى الشاطئ أي شاطئ لا فرق عندهم وصلوا اليمن أم عمان والأرجح وعلى الدوام هي اليمن فالشريط الساحلي الممتد من أطراف وأقاصي البحر والمحيط المحاذي للصومال لا يؤدي إلا إلى اليمن وأين المفر غير هذه الأرض الطيبة التي تقف وحيدة في هذا العالم تستقبلهم وهي تئن من وطأة وقسوة الظروف الاقتصادية ورغم هذا تفتح ذراعيها للأشقاء وبصدر رحب هلموا بل تعالوا على الرحب والسعة وكيف لا وقد سبقونا بالإيواء ، كيف لا وقد استقبل القرن الأفريقي في لحظة تاريخية أصحاب سيد البشرية محمد بن عبدالله صلى الله عليه ولسلم وزادوا فوق ذلك أن تكفلوا بحمايتهم ورفضوا تسليمهم لقريش،كيف لا نكون المبادرين بإيواء واستقبال جيران لنا جار بهم الزمن؟ كيف لا نكون السباقين إلى ذلك وقد قال فينا المصطفى صلى الله عليه وسلم "أتوكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة -الإيمان يمان والحكمة يمانية "أو كما قال صلى الله عليه وسلم".
وأخيراً هي دعوة وبمناسبة يوم اللاجئ الذي يصادف ال20 من يونيو من كل عام ندعوا الله أن يفك ضيق وكرب الأشقاء في القرن الأفريقي والعون لليمن حكومة وشعباً لهذه الجهود التي تبذل وإن كانت بسيطة فما باليد حيلة والمثل الشعبي المصري يقول "العين بصيرة واليد قصيرة" والله الموفق ،،،