;

من غـش نَجح 659

2009-06-21 03:20:10

إسماعيل صالح السلامي

بعد سنه كاملة من الدراسة يتوجه هذه الأيام الطلاب إلى المدارس لتقييم مستوياتهم بعقول خالية من التحصيل العلمي و جيوب ممتلئة بالبراشيم و الورق المقطعة من الكتب المدرسية وغيرها يضاف إلى ذلك مرافقة أولياء أمور الطلاب لمساعدتهم في تمرير براشيم الغش أو رشوة القائمين على الامتحانات أو شراء الشهادة المدرسية إذا لزم الأمر .. المهم يبحثون عن أي وسيله لنقل الطالب من مرحله دراسية إلى مرحلة أخرى بغض النظر عن الاهتمام بالتحصيل العلمي للطالب .. ذلك الوضع المؤلم الذي يثير تساؤلنا عن مدى نجاح هؤلاء الطلاب مستقبلا?? و هل سيواجهون مرحلة أخرى تعيقهم عن الاعتماد على الغش??

فهؤلاء الطلاب قد نجحوا بتلك الطريقة و تمكنوا من الحصول على درجات عالية و سجلات كاذبة في كل المراحل التعليمية وجدوا في كل مرحلة أكثر مما مارسونه في المراحل السابقة نظرا لأن الغش ليس محصورا في مرحلة معينه بل يوجد في جميع المراحل الدراسية و في معظم المدارس و الجامعات فالطالب الذي نجح بالغش في مدرسة معينه يبدأ البحث عن جامعة مشابهة لذلك .. و هكذا تستمر الأطوار و المراحل التعليمية بتلك الطريقة مما يؤدي إلى عزوف الطلاب عن الاجتهاد والسعي نحو الغش لاسيما عند ملاحظتهم مدى نجاح الغش عند سابقيهم ممن كانوا يمارسونه و حصولهم على نسب عالية جدا يفخرون بها أمام الآخرين و ربما أنها ساعدتهم في استكمال دراستهم بطرقهم الملتوية المبنية على الغش .. فقد صارت جريمة الغش شيئا مألوفا و حقاً من حقوق الطالب فقد وجدت بأم عيني طالبا يقول: لماذا لا تغششونا كالمراكز الأخرى فانظروا معي إلى هذا الطالب الذي يرى في الغش استحقاقا وطنيا و يا هل ترى مستقبل هذا الطالب الذي يرى في الغش غاية وهل سيفيد الوطن هذا الطالب في المستقبل ؟

لقد أصبح الغش والبيع والشراء في الشهادة المدرسية من المبادئ الأساسية للتعليم في معظم محافظات الجمهورية وصارت جريمة الغش لعبة الكبار و لم تعد كما كانت في السابق من اختراعات الطلاب وبراشيمهم فأصبحت الشهادة المدرسية كأي سلعة تباع وتشترى بأيدي الكبار في معظم المراكز التعليمية حيث استحالت تلك المراكز إلى محلات تجارية لبيع الشهادة المدرسية وسط مرأى و مسمع ممن لا يدركون مستقبل أبنائهم في ظل تمادي الفساد في طغيانه .

إن الشهادة التعليمية قد صارت حبراً على ورق لا يؤبه لها كونها غير قادرة على التمييز بين الطلاب الأمر الذي صرف الطلاب عن الإطلاع والاهتمام بالتعليم و سعيهم إلى سوق العمل لتوفير متطلبات تجار الشهادة المدرسية وممارسين جريمة الغش و لذلك تجد معظم حملة الشهادة المدرسية جاهلون و لا يستحقونها مما أدى إلى كثافة الأمية في اليمن في عصر ثورة المعلومات و العولمة في شتى إنحاء العالم .

من هذه الرؤية نطالب الوزارة المعنية بتصحيح مسارها بوضع القوانين الصارمة أمام كل من يمارسون تلك الجريمة الشنعاء التي تستهدف المجتمع اليمني بكل شرائحه و فئاته فلا تعليم في ظل تواجد الغش فالطالب المجتهد سيحبط عندما يجد الأمل بالتفوق من نصيب الغشاشين مما يؤدي إلي حرمان الفائدة من التعليم و إلحاق الضرر بالوطن بأسره و ما يحدث حاليا من فتن داخلية و إساءه للوطن وانحراف للشباب إلا بسبب ضعف التعليم و انعدام التوعية فالتعليم في اليمن أصبح دون جدوى و حرم من ثماره الجميع نظرا لعدم معرفة الهدف الأساسي من التعليم فالدافعية من التعليم صارت منحرفة و أصبح الهدف من التعليم هو الحصول على الشهادة المدرسية بأي طريقة من الطرق بغض النظر عن جني الفائدة من التعليم و لذلك فعلى الجميع التصدي لهذه الظاهرة و كشف نتائجها الوخيمة على الأجيال القادمة وعلى الإعلام بشتى وسائله والتوعية الهادفة بمخاطر الغش وآثارة على المجتمع.. و الله من وراء القصد .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد