علي منصور مقراط
الوطن لم يعد يحتمل المزيد من المآسي والكوارث.. والشعب اليمني يرفض من يحاول أن يجره إلى مربعات التدمير والدمار وويلات الصراعات التي عانى منها ودفع الثمن في تجاربه الكثيرة والمريرة .. فبعد استعادة الوحدة المباركة التي حملت الخير والتطور والحريات والديمقراطية والممارسة السياسية وبعد مرور عقدين من ميلاد دولة الوحدة وماصل إليه الإنسان اليمني من تقدم وتحسن في حياته فلا يحتاج إلا للاستقرار والأمان والسلام والمضي في دروب عجلة التنمية والبناء وممارسة حرياته في التبادل السلمي للسلطة بواسطة الطريق إلى صندوق الاقتراع.
المؤسف أن هناك قوى وعناصر ممن فقدت مصالح شخصية تسعى ومنذ مدة طويلة إلى إشعال الحرائق والفتن وإثارة الفوضى والعنف والتخريب بعد أن تمكنت من اختراق الجهل والعمل على تعبئتها وتحريضها ضد الوطن وإلى التفرقة والتشطير المقيت.. والأرجح أن المخطط الذي يستهدف تمزيق الوطن ووحدته قدر رسم بعناية وبشكل مدروس من عناصر في الداخل والخارج قد استغلت في شحنها وتعبئة وتحريض الناس ظروفهم المعيشية والمحبطين والعاطلين عن العمل التي قررت بهم ودفعت بهم إلى ارتكاب أفعال خطيرة تجاوزت الخطوات الحمراء والدستور بل أن يدرك هؤلاء المغرر بهم المخطط التآمري الذي يحاك ضد وحدة الوطن من العملاء الذي ارتهنوا للخارج ويسعون إلى تفتيت وحدة نسيجه الاجتماعي..
إن المشهد الراهن في بعض المحافظات الجنوبية ومنها لحج والضالع ينذر بالخطر والأمور في معظم المحافظات الجنوبية والشرقية تنساق إلى الأسوء ومن يزور بعض القرى والمناطق يصاب بالدهشة حد الصدمة من يصاعد نشاط الحراك في ظل تراخي وجمود فاضح للنشاط السياسي التوعوي للجهات المسؤولة والمؤتمر الحاكم الذي تراجع نشاطه وتياره بشكل مذهل ويكاد يكون غائباً تماماً أمام ما يحدث وكأن ذلك لا يعنيه مع إننا سمعنا قبل أسابيع بوصول مبالغ استثنائية بالملايين إلى فروعه قيل أنه وزع فئات منها للمديريات .ولكن الحقيقة كشفت عدم جدوى ذلك الدعم لإعادة النشاط نظراً لغياب الإرادة والاستشعار بالمسؤولية من قياداته التي كان يتوقع منها العمل ولو من إسقاط الواجب على الأقل لكن الراجح أن فاقد الشيء لا يعطيه وأنا أزكى الداعيين إلى إعادة النظر في هذه القيادات التي أثبتت فشلها وعجزها في مرحلة من أدق وأخطر المراحل يمر بها الوطن اليوم والله على ما نقوله شهيد.