د.يوسف الحاضري
خدمة الدفاع الإلزامي واجب وطني يتم فيه إلزام كل فرد تأديته خدمة لوطنه وهذا إجراء متبع في معظم بلدان العالم حيث يتم إلزام كل فرد بخدمة وطنه لمدة تتراوح ما بين عام إلى ثلاثة أعوام حسب قوانين كل دولة وتكون خدمة مجانية دون مستحقات مادية للفرد من وطنه وهذا شرف لكل إنسان في هذه المعمورة ،ولأن معظم الدول وبما فيها بلادنا الحبيبة تنهج منهاج خدمة الدفاع بمعنى انخراط الأفراد مستحقي الخدمة في الجيش لمدة عام يتم تدريبهم على فنون القتال فهذا يعتبر من الأشياء الإيجابية والتي حث عليها المنهاج الإسلامي ..
ولكن الملاحظ عليه الفترة الزمنية التي تلزم شبابنا في الانخراط في الخدمة حيث يتم إلزامهم بالخدمة بعد المرحلة الثانوية العامة ،وبعد أن يتم الفرد دراسته المدرسية يتم إلزامه على الخدمة لمدة عام والملاحظ أن هذه الفترة تكون مابين المرحلة الدراسية (الطفولة ) والمرحلة الجامعية ( الرجولة ) وتكون هذه الفترة فترة انتقالية للأفراد وصقل لأجسادهم وأرواحهم ولكن للأسف تعتبر كبتاً لأفكارهم وطموحاتهم ومستوياتهم الفكرية حيث يضطر للمثول ولمدة عام للأعمال العسكرية من تدريب وخضوع للأوامر وغيرها ،والمشكلة الأخرى ان الفرد في هذه الحالة هو المستفيد من الدولة والوطن وليس العكس حيث انه يتم تدريبه وإعطائه مهارات وفنون وغير ذلك وهو لا يعطي الوطن شيئاً( في هذه الفترة ) مما يحول المفهوم عن حقيقته من مفهوم الخدمة الوطنية الإلزامية إلى مفهوم آخر قد يكون التدريب العسكري الإجباري او ربما صقل المواهب او غير ذلك بعيدا عن الأصل في كون هذه الخدمة ضرورية من الفرد إلى الدولة بحيث ان الدولة والوطن تستفيد من الفرد وليس العكس ..
لذا فأنا أضع على طاولة رئيس الوزراء قضية وهي قضية هامة جدا تتضمن هذا الموضوع ألا وهي الاستفادة من التجربة المصرية في كيفية الاستفادة من الخدمة الإلزامية والفكرة تدور حول ( دراسة إمكانية تحديد فترة الخدمة الإلزامية بعد الدراسة الجامعية ولمدة عام واحد ) ،حيث يتم السماح لخريجي الثانوية العامة بالانضمام إلى الجامعة مباشرة دون ان يتم تأخيرهم سنة كاملة ووضعهم إما في البيوت والشوارع او في المعسكرات يأكلون ويشربون دون فائدة منهم خلال هذه الفترة وبعد ان يتم تخرجهم من الجامعة يتم إلزام كل فرد (جامعي متعلم ) ان ينخرط في الجيش كخدمة إلزامية لمدة عام وكل فرد في تخصصه يخدم ويفيد الوطن ..
فالطبيب يخدم في مجال الطب والصيدلي في مجال الأدوية والمخبري في مجاله والمعلم والمهندس والإداري والمحاسب وغير ذلك وبهذا سيتم الاستفادة من هذه الخدمة أفضل استفادة ،لن يحتاج الجيش ومعظم أجهزته إلى التعاقدات بالمليارات مع أطباء وصيادلة ومهندسين وفنيين وإداريين وغير ذلك لأن هذه الحاجة سيتم تغطيتها من خلال أفراد الشعب الذين عليهم خدمة إلزامية وطنية للوطن،أليس هذا خيراً للوطن من الطريقة السابقة والتي لا تسمن ولاتغني الوطن من جوع وحتى يتقمص الموضوع مسمى الخدمة الوطنية ،ولن يكون هناك ضرر على الأفراد حيث سيتم انخراطهم مباشرة بعد الثانوية العامة في الجامعات دون تأخيرهم سنة وتعويضها للوطن بعد أن يكتسبوا شهادات جامعية الوطن بحاجة لجزء من مهاراتهم ،وسيكون في ذلك فائدة اقتصادية كبيرة.. والله من وراء القصد)).
Yusef_alhadree@hotmail.com