نبيل مصطفى الدفعي
بعض من المقاهي عادة يختارها بعض المثقفين والإعلاميين والتربويين وعدد من الفنيين من مهن ومهارات مختلفة وأيضاً عدد من القيادات الإدارية في مرافق مختلفة وفئات أخرى وأغلب هؤلاء هم من المتقاعدين من بلغوا أحد الأجلين كما يقال وآخرون منهم من أحيل للتقاعد قصراً لخصخصة مرفقة أو لعدم رغبة قيادة مرفقة ببقائه في الخدمة وهناك أيضاً من بينهم من هم في خانة خليك في البيت براتب ضعيف ومعلق بالسماء أي لا هو في حكم المتقاعدين ولا هو في حكم الموظف في مرفقه أي ثم نسيانه من قبل مسؤول مرفقة التي تخطي مشكلته ليصنع مشاكل آخرى عفواً ليحل مشاكل أخرى كما يدعي.
هؤلاء الناس جميعاً قضوا جزءاً كبيراً من أعمارهم في خدمة الوطن من خلال الوظائف التي كانوا يشغلونها ولم يتركوا أعمالهم أو تقاعسوا في أداء واجباتهم ولكن ظروف مختلفة شاءت الأقدار أن تكون السبب في إجبارهم على ترك أعمالهم رغم كفاءة وخبرة الواحد منهم ومقدرته على العطاء أكبر وأكثر ولو كانوا في دول أخرى ممن تعرف باحترام الكفاءات والخبرات والاستفادة منها قدر المستطاع لتحقيق مزيد من النماء والتطور.
هؤلاء الناس ممن ذكرتهم يحظون باحترام وحب كبير في الشارع ونظراً لكونهم يعيشون حالة من الفراغ لعدم تمكنهم من الاستفادة منه لظروف خارجة عن أرادتهم بالإضافة إلى عزة نفسهم وتفضيلهم الفراغ بدلاً عن استغلالهم من قبل الغير .فلقد فضل أغلب هؤلاء قضاء جزء من أوقاتهم في بعض المقاهي كلاً وفق اختياره ولظروف موقعها من سكنه وتواجد معارفه واصدقائه ونظراً لترددهم على هذه المقاهي وتضيلها عن غيرها بل ونظراً لا إلتزامهم في التردد عليها في أوقات محددة وبطريقة تشبه الإدمان أحياناً أصبحوا ممن يطلق عليهم حسب اعتقادي برواد المقهى هذا أو ذاك.حتى أن الغريب عن المنطقة أو حتى من المنطقة عندما يسأل عن شخص منهم يريده يتم إرشاده على طول إلى المقهى الذي يتردد عليه وبالوقت.
عموماً هؤلاء الرواد المتميزين عن غيرهم في المقاهي غالباً ما يشكلون حلقات نقاشية دون أن يقصد واخلال حديثهم الجاد والمستوى الرفيع لتناولهم عدد من القضايا المختلفة يتم فيه نقل خبراتهم إلى غيرهم ورفع مستوى كفاءتهم إذا ما كانوا من المهنة الواحدة بطريقة أشبه ما تكون بالإرشادية الاستشارية المجانية هذا إذا ما تم الاستماع والمتابعة بجدية لما يدور بينهم . وهكذا يتم الاستفادة منهم ومن خبراتهم وكفاءتهم التي تم الاستغناء عنها في مرافق وصل التفكير فيها إلى طريقة أقل مستوى من المقهى . والله من وراء القصد.