محمد أمين الداهية
ما الذي يجري لهذا العالم ، ما الذي أصاب كوكب الأرض ، أيعقل أن يكون هذا جنون الزمن ،الزمن الذي لم يعد يحتمل جور الظلم والنفاق وسواد القلوب التي لم يعد فيها مكانُ للخير، شعوب تشكوا الفقر والظلم والاستبداد ويقودها أهلها إلى توسعة هذه الرقع المتناثرة لتلقي بحملها الثقيل على البسطاء الذين أصبحوا ضحايا لسياسات عقيمة لا تخدم سوى أبواق تدعي الدفاع عن حقوق أولئك البسطاء الذين لا يملكون إلا أن يكونوا أسلحة تخدم مصالح من يوجهونها وما يقود البسطاء لأن يكونوا كذلك الفقر المدقع الذي أهلكهم والجهل الذي إستملكهم والبطالة التي أصبح فراغها غيمة لمن يبحث عن أنصار لأحداث الفوضى بل الدمار والخراب الذي لا يفرق بين وطن ومواطن.
الصومال اليوم وصل ذروة الفوضى والعبثية وكأن المشهد الذي يعيشه اليوم صورة مستقبلية لباقي الأوطان العربية التي تكاد أن تقترب من مصير كهذا المعراف الذكي الذي أعيته سكرات الموت بين أن يلفظ أنفاسه وبين استعادة تلك الأنفاس المنهكة التي أنهكت معها شعباً لا يملك إلا نظرات بائسة تستعيد زمن العراق "الحي" ليست الشعوب والأوطان العربية وحدها هي من تعيش مرحلة جنون الزمن بل العالم بأكمله ولكن ما يحدث في الأوطان العربية أشد جنوناً وما جعلها تحتل أميركة الأولى في جنون الزمن حماقة الشعوب العربية والذكاء المحصور للخدام العرب الذي لا يجدي إلا مع شعوبهم المجبرة على تقبل ذلك الذكاء المدعوم بالقوة، لكن القوة للأسف الشديد غالباً تصل إلى مرحلة الشغف والوهن، وما يجري من الصومال وكذلك العراق والسودان ولبنان واليمن والتحدي الذي تواجه سوريا حتى الطاعون الذي ظهر في ليبيا وإنفلونزا الخنازير الذي كم نتمنى لو كان هذا الداء مسلط على الخنازير البشرية التي تقود أوطانها وشعوبها إلى جحيم جنون الزمن الذي لا يرحم ولا يفرق بين صغير وكبير كل هذه المعطيات والشواهد تجعلنا ندرك جحيم المسؤولية الغائبة التي يجب أن تظهر في الأوطان العربية حكاماً وشعوباً، فالحكام هم من بأيديهم إنقاذ الأوطان من خلال العدل والمساواة والضرب بيد من حديد بقوة الشريعة والقانون دون أدنى تفرقة، ولن يوجد الحكام بذلك إلا إذا كان العدل هو السائد في جميع المرافق ولن يوجد العدل إلا إذا كان القائمون على مصالح الناس من ذوي النزاهة المصحوبة بالحزم والجدية أما الشعوب فسلامة أوطانها مرهونة على مدى وعيهم وإدراكهم لمعنى الوطن وقمة أمنه واستقراره وسلامة سكانه، جنوب الزمن يكاد أن يجعل من الدول العربية عود الثقاب الذي به يشعل العالم ويحترق.
aldahiad@yahoo.com