;

لا تهن أو تحزن 989

2009-06-21 03:32:13

عصام المطري

أطلب المجد ، وحافظ على تقدمك في مناحي الحياة ولا يعرف اليأس إلى قلبك سبيلاً ، وأمضي حيث أمرك الله سبحانه وتعالى بحيث يجدك حيث أمرك ،ويفتقدك حيث نهاك ، واعصم قلبك بالصبر أمام النوازل والفواجع وعاديات الزمن ، وانظر إلى المستقبل بعين طموحة متأنية ، واقرأ التاريخ واستفد من الدروس والعبر ، واقتصد في الإنفاق ولا تسرف فإن المبذرين إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً ، وكن اجتماعياً من الدرجة الأولى، وخالق الناس، والقي أخاك بوجه طلق ، وأثر ولا تتأثر، وكن حسن الأخلاق ذو معدن أصيل ، ولا تركن إلى الذين ظلموا فتمسك النار ، ولا تهن أو تحزن أو ما تقرأ قول الله سبحانه وتعالى في آي من الذكر الحكيم "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "، فهذا خطاب حي لنا من أجل إطراح نظرية الحزن والإهانة ، وغض في سبيل الحق متحلين بالإيمان لأن التحلي بالإيمان تحقين منطقي من الغواية والأحزان والإهانة ، فالإيمان لباس التقوى تحصين وهو يزيد وينقص يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والعياذ بالله.

ومن هذا المنطلق أدعوك إلى التحلي بالإيمان ، ففيه تنفيس للهموم والأكدار والأحزان، ويجعلك - أي الإيمان - في مكان عالٍ سامق متعالي في مبادئك وأفكارك ومثلك وقيمك.. متعامي في سلوكك الحسن في مظهرك العام وجوهرك الباطن، فاحرص كل الحرص على تمثل الإيمان وابذل في ذلك ما استطعت من طاقات وإمكانات، فإن طريقك وعر وفيه العوائق والمثبطات والأكدار والأحزان، فحفت الجنة بالمكاره كما أخبر بذلك النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كما حفت النار بالشهوات، فطريق النار سهلاً جداً، فيه قطع الصلاة ، وقطع الرحم وعمل المنكرات كعقوق الوالدين والزنا وشرب الخمر بيد أن طريق الجنة صعب، قضية ما لا تهواه النفس البشرية الجفوله التي مردة على التفلت وفيه الطاعات العظام مثل الصلاة والصوم والحج والزكاة وعمل الصالحات من بر بالوالدين ومعاملة الناس بالحسنى، وخشية النار بالتحلل لضغائن والأحقاد لهذا كان جزاء المؤمنين العاملين بجنة، وجزاء العصاة المتمردين النار، وهي قسمة غير ضيزى ، فاحرص على الطاعات وعمل الصالحات وردد قول المؤمنين :هل الجنة الذين يقولون :"ربنا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار" وحين يقوله :"ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا ، وانصرنا على القوم الكافرين"، فيجب أن يكون دعاؤك هكذا.

لا تهن أو تحزن لفوات مصلحة شخصية، فالله من فوق سبع سماوات قد قضى وقد قدر، فارض بقضاء الله وقدره تكن أسعد الناس، وانتظر حظك من الدنيا، فلن تموت أبداً وأنت ناقص رزق، بل سيأتيك رزقك المقسوم المقدر من الله عز وجل ، فلا تهن أو تحزن ، وجاهد نفسك، وحاذر أن ترديك المهالك ، وروض النفس على عمل الخير والرباط في سبيل الله والتعلق بالمساجد،وحسن الطاعات، وكراهية الآثام والمعاصي والمنكرات ، وكن في هذه الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل تفز بالسعادة في دنياك واخرتك ، وصل من قطعك، واعطي من حرمك تكن أفضل الناس.

إن الدنيا الدانية كمثل رجل يلج باب، ويخرج من الباب الآخر وهي كشربة ماء، فالأيام تجري وتمضي ، وهي من العمر، فكم يا ترى تمر ؟!.. ثمانين سنة أو تسعين عاماً ، المهم أنه سيأتي اليوم الذي نرحل فيه عن هذه الدنيا الدنية، فحاذر أن تتورط بالمعاصي والآثام والمنكرات، وليكن لك ورد قرآني كل يوم في الصباح والمساء ، وداوم على تلاوة سورة "تبارك" في الليل والصباح ، فقد ثبت عن النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : أنها المانعة أنها الواقية من قرأها في الليل والصباح تمنعه من عذاب القبر أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، وهنالك سورة "يس" حيث قال نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأبلغ التسليم :"يس لما قرأت له" فاقرأها بنية الشفاء من الأمراض، وأقرأها بنية تفريج الكرب، وعندك سورة الواقعة من قرأها يومياً لم يخصى الفقر عليه وعلى ذريته ، فهذا فيض من غيض.. المهم أن لا تهن أو تحزن، فإن الحزن يهد الجسم والحيل،ويلبس الإنسان ثوب العقد والأمراض النفسية الكثيرة،وهو مدخل إلى بطر النعم وإلى الإستقواء بالمعاصي، فكن خفيف الظل ، وخالق الناس بخلق حسن ، وحاول أن تدخل السعادة إلى قلوب وأفئدة الآخرين، فمن أدخل السرور على أهل بيت فليس له من جزاء سوى الجنة ، ولا تجزع من حادثة الليالي ولا تخف من غد ، وإنما إجمع كافة قدراتك وإمكاناتك لتصريف يومك ، فيومك يومك وإنما المستقبل غيب والغيب في علم الله سبحانه وتعالى أهم شيء ولا تهن ولا تحزن ، واجعل أيامك سعادة في سعادة.. والله المستعان.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد