أحمد الحمزي
في فترة ما كان ملف صعدة على وشك أن يغلق نهائيا ويعم السلام إرجاء تلك المحافظة المكلومة التي تدمر بأيدي من يدعون أنهم من أهلها "الحوثيين"وما يقومون به يخالف ما يدعونه من قتل لأبنائها، وتصفيه لرموزها الوطنية، وتدميرا لمساجدها وأسواقها، وإحراق مزارعها التي تعتبر من أهم الروافد للأسواق اليمنية بل والأسواق العربية، وقد يقول قائلا وما أدراك أن ملف صعدة كان على وشك أن يغلق نهائيا، وان أقول له أنا لست من مدعين الغيب ولا من مقربي السلطة ولا من حاشية قصورها ولا من عيونها ولا من آذانها، وما قلت كان بناءا على حقائق ودلائل من أهمها استياء تاجر السلاح ورئيس لجنة إحلال السلام في محافظة صعدة والذي قال في تصريح له في 23 أكتوبر 2008م أن الحكومة باعت صعدة للحوثيين حيث كان حينها في الولايات المتحدة الأميركية- وقال ما نصه "إذا كانت الحكومة تريد تقديم تنازلات للحوثي فعليها أن تقدم هذه التنازلات في صنعاء وليس في صعدة.
فمن خلال هذا التصريح يتضح لنا انه كان هناك توجه حقيقي لإغلاق ملف تمرد صعدة بشكل نهائيا وهذا ما اغضب سمسار السلاح فارس مناع عندما رأي أن هذا الحرب ستنتهي إلى غير رجعة، وذلك ما أصابه بالقلق والفزع كتاجر سلاح فلوا انتهت الحرب أين سيجد سوق كسوق صعدة ليبيع فيه سلاحه.
فمنذ أن سمعنا بأنه تم تكليف تاجر سلاح كبير كفارس مناع برئاسة لجنة سلام استغربنا كيف سيكون ذلك ؟ وكيف له أن يكون رجل سلام ؟ وهو تاجر سلام هذا والله من المستحيلات خاصة وانه فارس مناع، والمعروف عن مناع انه اكبر تاجر سلاح في البلد وانه دائما كان يعيش في الخارج يتابع تجارته في البلدان التي يتواجد فيها حروب ولكنه ومنذ بدا المتمردون في مواجهة الدولة عسكريا وجد ضالته في بلده فاستقر ليشرف على بيع سلعته بنفسه، وقد حصل ما لم يكن يحلم به وربما انه كان يلوم نفسه إن وسوسة له يوما في أن يكون حتى عضو في لجنة من لجان السلام التي توالت في صعدة- ليس لان اللجان ستدر عليه مال فهو في غنى عن ذلك- ولكن ليتحكم في عمل تلك اللجان ويحول دون أن يكون هناك سلام وقد تحقق له ما لم يكن يحلم به، فأصبح وبقدرة قادر، وغفلة غافل رئيسا للجنة إحلال السلام في صعدة، فامسك ملف السلام بيده وعلى عينه، فهل سيكون هناك سلام؟.. لا وألف لا .
واليوم نجد من فارس مناع ما لا نستغربه، وماذا نتوقع من تاجر سلاح بحجم فارس مناع؟ طبيعي أن أي تاجر يبحث عن السوق التي يجد فيها رواجا لبضاعته وهذا من حقه الم يقال أن التجارة شطارة.
ومؤخرا نجد تاجر السلاح ورئيس لجنة إحلال السلام بصعدة فارس مناع متذبذبا في تصريحاته، وذلك من خلال نفيه لما ينقل عنه من تصريحات عبر موقع وزارة الدفاع والتي أكد فيها في الأول من يونيو الجاري 2009م أن زعيم التمرد نسف جميع اتفاقيات إحلال السلام بمحافظة صعدة ويسعى لتأزيم الوضع وإشعال الحرب في المحافظة، ولكنه سرعان ما نفي هذا التأكيد في موقع المتمردين "المنبر نت" وقال انه لم يصرح بذلك، إلا أن مناع في تصريح ثالث له عبر صحيفة "أخبار اليوم" في 2 يونيو 2009م عندما سألته الصحيفة عما أورده إعلام التمرد على لسانه من نفيه لما أورده موقع وزارة الدفاع اليمنية نفى تاجر السلاح فارس مناع صحة الأنباء التي نسبها إعلام التمرد الحوثي إليه..وقال "هذا غير صحيح وإعلام الحوثي يكذب..وأحجم مناع عن نفي أو تأكيد ما نقله عن موقع "26 سبتمبر نت".
وبعد اقل من عشرين يوما نقل موقع "سبتمبر نت" عن تاجر السلاح ورئيس لجنة السلام فارس مناع أنه يحمل القائد الميداني للمتمردين عبدالملك الحوثي مسؤولية الخروقات المستمرة التي تقوم بها عناصره المسلحة وما يترتب عليها من تبعات في نسف الجهود المبذولة لإحلال السلام، غير انه نفي هذا التصريح في تصريح آخر نقله عنه موقع المتمردين "المنبر نت" والذي قال فيه أن ما ذكره موقع "سبتمبر نت" ونسبه إليه غير صحيح وانه تفاجأ بذلك- حسب "المنبر نت"-.
وفي تصريح ثالث كذب التاجر فارس مناع رئيس اللجنة الرئاسية المكلفة بإحلال السلام في محافظة صعدة التلفيقات التي أوردها موقع الحوثي على لسانه حول عدم إدلائه بتصريح يدعو فيه الحوثي لوقف الخروقات والوفاء بما تم الاتفاق عليه، وهكذا هو الرجل ينفي ويؤكد ولم يستقر على حال، غير أن ما نراه مؤكدا حسب ما يدور على الأرض انه لن يكون هناك سلام ما دام من يشرف عليه تاجر سلاح، فكيف لتاجر سلاح أن يكون صانعا للسلام.<