د.يوسف الحاضري
إن المشاهد للحال العربي والإسلامي المأساوي ليتحسر على ما آلت إلية الأوضاع في هذه البلدان رغم أنها تحمل أعظم شريعة وأعظم دين أُخرج للناس على مر تاريخ البشرية ألا وهو الإسلام ،ولأن الشعوب التي تحمل هذا الدين تجمعها منهاج واحد وتفكير واحد ،تعبد ربا واحد وتصلي إلى قبلة واحدة في أوقات واحدة فالأصل أن يجمعهم وطن واحد بمعنى يكونوا تحت سقف دولة إسلامية واحدة تحكمهم لتصبح قوة عظمى تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ،ولكي لا أطير بعيدا عن الهدف من كتابتي لهذا الموضوع فسأهبط قليلا لأتحدث عن الواقع العربي الراهن من جانب واحد،جانب ( الوحدة الكروية ) وأي وحدة هذه،إنها وحدة كرة القدم ،نعم وحدة كرة القدم ،فالشعب العربي يملك هذه الوحدة وينخرط تحت هذه الوحدة ،فبعد أن فرقتنا السياسة وشتتنا الاقتصاد ،وباعتنا المذاهب ،وجزأتنا الجغرافيا ،وضيعنا التاريخ ،تناثرت من قلوبنا الوطنية ،وتعلمنا فنون الحساب ( لمعرفة عدد الدول العربية أو بالأصح الدويلات ) ،وتناسينا الإسلامية وبدلنا اللغة العربية ،وتباهينا بالإنجليزية والفرنسية ،ظهر لنا على السطح شئ يجمعنا نحن العرب ويقربنا من بعضنا ويحرك بعضا من مشاعرنا تجاه بعضنا البعض ،ألا وهي كرة القدم ،فالمشاهد للحال خلال الفترة الماضية من منافسات على المستوى الإقليمي والعالمي للدورات الكروية التي تقام هذه الأيام من تصفيات لكأس العالم ومنافسات أبطال القارات والتي يشارك فيها فريقان عربيان من أصل 8 فرق عالمية يجد هذه الوحدة تتجسد في وجوه ومحيا وقلوب كل العرب ،فشاهدنا كل العرب وقفوا خلف المنتخب السعودي وآزروه وتمنوا له التفوق على منتخب كوريا الشمالية ليتأهل إلى كأس العالم ،ومن ثم تمنى الجميع التوفيق للجزائر وتونس والمغرب في تصفيات كأس العالم في القارة الأفريقية ،وبارك الجميع للمنتخب البحريني تأهله للملحق الثاني للتأهل لكأس العالم والآن الجميع يؤازر المنتخب المصري في منافسات كأس القارات بعد أن تحسروا لخروج العراق منها بكل سهولة ،وهكذا تستمر التوحد في القلوب والأصوات والمؤازرة ،ولقد لاحظت هذه المشاعر تكسو وجوه جميع العرب المغتربين معي هنا في السعودية،يتمنون بكل اندفاع وحب ورغبة الفوز لأي منتخب عربي وكأنة منتخبهم الوطني وأيضا من خلال مشاهدتي للقنوات الفضائية التي تنقل الأخبار من هنا وهناك وبأن جميع العرب ملتم شملهم خلف شئ يُدعى كرة القدم وبأن رجل ( لاعب ) كرة القدم يكون محبو أكثر بكثير من لاعب (رجل ) السياسة والسبب لأن الأول أفرحة وأسعده والثاني أبكاه وأحزنه ،هذا الواقع الموجود يخفف شئ ولو يسير مما عملته السياسة في قلوبنا جميعا نحن العرب من شتات وتفرقة وعنصرية وعنجهية تجاه بعضنا البعض ،فتسارعت إلى أذهاني فكرة حول ما إذا لو أقول مجرد ( لو ) يحكمنا لاعبو كرة القدم ،هل سيتمكنون من صنع ما عجز عنة رجال السياسة وتحقيق الوحدة العربية الشاملة التي أظن وبعض الظن ( من الفطنة ) أنها ستبقى حلم يراودني ويراود أبنائي وأبناء أبنائي وأبناء أبناء أبنائي (هذا في حالة إذا تزوجت).< 
