;

رجال في خنادق الدفاع عن الثورة ..الحلقة «21» 814

2009-06-23 05:12:01

عند وصول أعداد من المواطنين وطلبنا منهم معلومات صحيحة عن مصدر الاعتداء الذي حدث بالأمس ، وإذا بالموجودين يشيرون بأن حقيقة ذلك تكمن لدى صاحب المنزل الذي سبق أن منع أي غزو على رجال الثورة والذي سيقوم بالتوضيح بحكم معرفته بكل شيء في المنطقة ، ولكننا لم نجده إذ وصلت زوجته إلى الموقع ،وأتذكر حينها بأنها كانت غير آبهة بالموقف وخطورته، وكان بجواري عاقل المنطقة الذي همس في أذني هذه المرأة هي أقوى من زوجها ولها المقدرة على عمل أي شيء ولو صدقت معكم لكانت أوفى من غيرها مع العلم أن خوفها على بيتها سوف يقربها من التعاون معكم.

وبعد ذلك ألتزم الجميع بكل ما الزمناهم به وعادوا إلى قراهم ومنازلهم وبقيت تلك المرأة وعندما طلبنا منها معرفة ابن زوجها وأولادها أتضح تواجدهم عند الشيخ/ الأدبعي بإعتبارة شيخ المنطقة بكاملها واستفسرنا منها عن تلك الأعمال التي يقومو بها مع الشيخ وأنها في غير صالح البلاد ، وكانت إجابتها سريعة بأن الناس لا تعرف إلا هذا وبعد ذلك أشعرناها بأن الأمر لا يهمنا بالنسبة للشيخ الذي تتحدث عنه ، وهمنا هو البيت "المنزل" الذي أمامنا وخطورته على المواقع من ناحية ومن ناحية أخرى خطورته على الطريق.

ولا أخفي حقيقة ذكاء تلك المرأة التي كانت على مقدرة كبيرة في الذكاء والرد السريع على الأسئلة إذ كان ردها على ذلك بقولها ما هو الرأي إذاً ؟ وهل تستطيع نقل المنزل إلى مكان آخر؟.

وبالطبع كان الموقف صعباً ،ولذا تقدمنا إليها بمقترحين لحل الموضوع وهما: بقاء أصحاب المنزل فيه ونحن سنحميهم من أي شيء قد يحدث لهم والتحري بأنه إذا تم إخلاء المنزل من ساكنيه فسوف نقوم بتدميره ونسفه إلى القاع حتى لا يتحول إلى وكر يحتمي فيه الأعداء لما يمثله من خطورة علينا وعلى الطريق.

وبالطبع تم وضع هذه الاقتراحات مع موضع الجد والمرأة تسمع والتي بادرت بالرد بقولها : لا أستطيع تنفيذ ذلك وخاصة الاقتراح الأول منه لأن زوجي وأولادي عند الشيخ ولا يستطيعون تركه والابتعاد عنه خوفاً من الشيخ، أما أنا لا يمكن أن أفارق منزلي إلا إذا فارقت الحياة ، لأن المنزل يحتوى على الطعام والأعلاف والأجباح "خلايا نحل العسل" من حوله.

وبالطبع كل ذلك يعتبر ثروة لمن يمتلكه في ذلك الوقت، وكانت هذه المقترحات التي تقدمنا بها باعتبارها خيارات من وجه نظرنا، طالبين منها أبداء وجه نظرها في الحل المناسب وبدورها طلبت السماح بإتاحة الفرصة لها إلى اليوم التالي.

وفي مثل ذلك الوقت والذي كان حوالي الساعة الرابعة عصراً ، مع العلم بأن الجنود النظام قد حذروني منها وأنها كانت تلتقي بقايد الدبابة السابق الأخ/ أحمد الفلاحي ،ويضيف العسكر النظام وفي مساء الليلة نفسها حصلت رشقات من عيارات حقيقية وحدوث طلقات نارية من المناطق المجاورة للمنزل ، وعندها طلبت من الأخ/ أحمد ماطر مدفعي الدبابة أحد أفراد الطقم تجهيز المدفع وتوجيهه على المنزل وعلى وجه الخصوص الغرفة التي وسط السطح والذي يطلق عليها "سقف الدرج" ،ومن ثم الأعداد لتوجيه طلقة أخرى على المحراس الصغير الذي بجوار المنزل.

وفعلاً تم الضرب على الهدفين المشار إليهما ،وكنا حينها مزودين بقذائف من نوع م/د.

وذلك بعد أول تحذير جدي يؤكد للجميع ولتلك المرأة أن الأمور تختلف عما سبق خاصة فيما يتعلق بالتعامل معي ،والذي يختلف عن تجربتها مع الزملاء السابقين ،وعندها شاهدت ما حدث ولما أحدثته الطلقتين من تدمير لأهدافها ، أسرعت صباح اليوم التالي وهي تحمل عدد من قوارير العسل ، وكان الرد عليها "الليل بصل والصباح عسل" ، وإذا بهذه المرأة ترجو منا إتاحة الفرصة لها وهي تقول يكفي طلقات الليل واحدة في الرأس والثانية في الرجل وللأمانة فقد كانت تلك المرأة تواجه الموقف بذكاء كبير حيث قامت بعدها بكشف بعض الأسرار لنا وبأنها ذهبت في الليل إلى المكان الذي يتواجد فيه زوجها وأولادها وأنه بمجرد شرحها لهم لما واجهته رفضوا العودة للبقاء في المنزل ولكنها اتفقت معهم بأن يقوموا بإبلاغها عن مخططاتهم وما يهدفون إليه من غزو أو هجمات ينوون القيام لها مع تحديد الزمان والمكان الذي سينفذون يه تلك الهجمات ، وبدورها تقوم هي بإبلاغنا به قبل قيامهم بذلك أولاً بأول.

وطلبت منا قائلة : إنما عليكم القيام بضربهم مرة أو مرتين وسيكون ذلك رادعاً لهم.

الدروس القاسية والمريرة لأعداء الثورة

يواصل المؤلف هنا كيف التعامل مع تلك المرأة الذكية؟

عند ما قررنا التعامل معها مع الأخذ في الاعتبار الحيطة والحذر حتى يتبين لنا صدقها من عدمه وثم إبلاغها بأنه إذا ظهر منها غير ذلك سوف نقوم بنسف المنزل بالكامل.

وكان ردها حينها "هذا لكم وهي تشير بيدها على وجهها" دلالة على الوفاء وغادرت الموقع عند مغيب الشمس.

وفي اليوم الثاني عادت إلينا وطلبت منا الانتباه وأبلغتنا بوجود غزو قد يحصل بعد صلاة العشاء وحددت عدد المشاركين في الغزو والذين كانوا في حدود عشرين شخصاً ،وطلبنا منها معرفة ما إذا كان زوجها وأولادها من ضمن الغزاة ، وردت علينا بأن أولادها ليسوا ضمن المجموعة وقد يكون زوجها معهم.

وأتضح لنا من حديثها بأنها قد حذرته بعد الإشتراك معهم ولم يوافق ،وقمنا بتجهيز أسلحتنا وأنفسنا لمواجهة ذلك الغزو وتلقينهم الدرس المناسب وفعلاً في الوقت الذي أخبرتنا تلك المرأة وفي الساعة السابعة و النصف مساءاً تعرض الموقع لطلقات نار من المكان الذي حددته لنا ، وبعد أن لحقنا بالعدو الخسائر عرفنا أن المعلومات التي حصلنا عليها من المرأة صحيحة مستغربين لتلك الأساليب التي وصل إليها أعداء الثورة والجمهورية واستخدامهم لشتى الوسائل لمحاربة الثورة ، ليس فقط بالسلاح ،ولكن باستخدام الإغراء واستخدام مبدأ الاستطلاع والاستخبارات.

وفي اليوم السادس من المعركة السابقة وصلتنا معلومات مفادها بأن العدو يعد لهجوم كبير لاحتلال الموقع والاستيلاء على الدبابة وأخذ الثأر لقتلاهم وجرحاهم ،وبالتالي رد اعتبارهم ولم يتضح من تلك المعلومات تحديد اليوم أو الليلة لتنفيذ ذلك الهجوم وتنفيذ المهمة.

وفي نفس اليوم قمت بإبلاغ الأخ/ علي شرف والأخ/ عبدالله اليدومي قائد الدبابة الموجودة في الأمان بهذه المعلومات التي حصلنا عليها ، وأن الحاجة تدعو للدفع بأعداد من الأفراد معنا في ليلة الهجوم لمواجهة الأعداد الكبيرة من أفراد العدو ،والذي أتضح بأن الأخ/ علي شرف ليس بمقدوره إمدادنا بالأفراد نظراً لعدم وجود أفراد لديه وأن المتواجدين معه أعداد محدودة لا يتجاوزون عدد أصابع اليد طالباً منا أن نقوم بإبلاغه بذلك وسوف يكون معنا.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد