عبدالباسط الشميري
لا أحد يشك في قدرة اليمن على تجاوز المرحلة العصيبة من تاريخها المعاصر شاء من شاء وأبى من أبى لكن هذا لا يمنع من التحذير من خطورة ومغبة ما يعتمل ويدبر بليل لاستهداف اليمن أولاً وصولاً إلى مناطق أبعد بكثير مما يظن البعض المتغافل أو المتساهل ولن نقول المتخاذل لأن التخاذل غير موجود لكن هناك تساهلاً عربياً أو تغافلاً لا ندري مغزاه حتى اللحظة طبعاً ستأتي اللحظة التي يصحو فيها بعض الأشقاء الذين لم يستوعبوا ما يجري إما لحاجة في نفس يعقوب أو أن الوقت حسب اعتقادهم لم يحن بعد لتفهم ما يدور ويجري على الساحتين العربية والإقليمية وهناك أمر ثالث نعتقد أن بعض الأشقاء قد فطنوا له لكن لا زالت بعض الشكوك والظنون تحوم حول الحمى أو تساورهم وما كان ممنوع البوح به بالأمس غدا اليوم حقيقة واقعة ومن يدري قد نصحو غداً وهناك أمور وأحداث جديدة مسموح الخوض فيها بل لن يكون بمقدور أحد حجب عين الشمس فمتواليات الأحداث سواء ما يجري في البر أو في البحر تشير وبقوة إلى أن هناك قوى دولية تدير الأمور وبوضح النهار وحتى طهران التي كانت ولا تزال في ذات الحلف والمسار اليوم تشرب من ذات الكأس التي أسقت منه الأعراب في لبنان والبحرين والعراق واليمن والمغرب والجزائر والسودان والصومال وما تزال الماكينة الإيرانية تصدر وتبعث برسائلها الخبيثة تارة باتجاه هذا الطرف وتارة أخرى صوب البحر الأقرب تهديداً وتلميحاً لكن علينا كعرب ألا نظن أن الخلاف بين أطراف دولية أو بالأصح بين طهران وواشنطن سيؤدي إلى شيء يذكر فما يدور أصلاً هو تبادل الأدوار وصراع غربي إيراني على مصالح وسيصل بهم الحال إلى اتفاق إن آجلاً أو عاجلاً لكن ما الذي يفترض أن يفعله العرب وكيف يستثمرون الفرص للحفاظ على مصالحهم واستحضار قدر من المسؤولية ولا يكونوا كالأطرش في الزفة؟، ولا يظن البعض أن ما يجري في الشارع الإيراني سوف ينتقل إلى الشارع العربي بالعكس إن ما يجري في طهران له علاقة بسياسة طهران وما تفعله في العراق وتحاول أن تصدره إلى دول عديدة وأن تشرب من ذات الكأس فهذا ربما يساعد قادة طهران على مراجعة سياساتهم تجاه العرب والعرب حسب اعتقادي من الخليج إلى المحيط لا يريدون من إيران سوى أن تترك البلدان العربية وشأنها فلا تتدخل في شؤونهم.
إن إيران عليها أن تعي أنها ليست بمنأى عن أحداث مماثلة في بلد سبق لطهران أن قادته ومولته وغذته ولبنان شاهد على هذا الحال وغيرها كثير فهل يعي قادة طهران الدرس؟ هذا ما نتمناه!.<