عصام المطري
البنية التحتية للبلاد من ماء وكهرباء وطرق هامة جداً، فعليها ينبني المستقبل الوضاء للبلاد، فثمة أياد عابثة في أجهزة الدولة ترعى الفساد المالي والإداري وتحث عليه إذ تحرض على خلق المعاناة للمواطنين، وإذكاء روح الجرم الاقتصادي من خلال إحباط الناس من مشاريع التنمية والاعمار للوطن الرائد، فلقد بلغ السيل الزبى وتوسعت مشاكل كل الناس بل إن المتنفذين في هذا البلد المعطاء هم أنفسهم الذين يخلقون المشاكل المتنوعة للناس هذا فضلاً عن أن التوجهات الرئاسية والحكومية تشجع الزراعة،وتهتم بالمزارع اليمني بيد أننا لم نلمس ذلك على أرض الواقع العملي المعيشي حيث تنادي الاصلاحات الاقتصادية بالتوسع في زراعة الحبوب،وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي بدلاً من أن نمد أيدينا إلى الغرب أو الأشقاء في اتجاه الاعتماد على الذات وتحقيق الاكتفاء الذاتي من محاصيل الحبوب، فهذه مديرية السدة إحدى مديريات محافظة إب تجود بزراعة الحبوب بأنواعه ، وتتلقى التشجيع من قيادة المحافظة ممثلة بمحافظ المحافظة القاضي أحمد عبدالله الحجري -حفظه الله ورعاه-.
إن مديرية السدة ،وعزلة وادي حجاج وعزلة وادي الحبالي تجودان بزراعة الحبوب بأنواعه والخضروات والفواكه ويعدان سلة غذاء لهذا البلد الطيب المعطاء، وفيه ما ساقيتان مشهورتان تاريخياً وآيتان من آيات الله عز وجل هما الساقية الأثرية الحميري الخاصة بوادي حجاج والأعماس، والساقية الثانية خاصة بوادي الحبالي، هاتان الساقيتان نهران عظيمان إشتهر بهما وادي بناء، علماً بأن الساقية الأثرية الحميرية تغذي وادي حجاج والاعماس لقيام زراعة نشطة وهي للأسف التي إمتدت إليها الأيدي العابثة بدون أي تخطيط وحساب لما قد يلحق بأضرار فادحة بمزارع المواطنين وقوتهم الضروري الوحيد وقوت حيواناتهم..
لقد مر شهران على بداية شق الطريق إلى شلال وادي بنا من على الساقية الأثرية الحميرية التي هدمت الساقية وعطلت عملها بالكامل، وتلفت على المواطنين غلة الشام وغيرها لهذا العام الزراعي وهم لا زالوا في بداية المشوار نظراً لتعثرهم في شق الطريق وهذا كلف المواطنين الكثير من الأمور الحيوية الهامة، ونتساءل إلى متى ستستمر عملية شق هذا الطريق بهذه الصورة العشوائية والعبثية؟!، علماً بأن قرية ذي صلل قد تعطل ضخ مياه الشرب إليها مدة شهرين ولا ندري ما هي الحيثيات التي دفعتهم إلى هذا العمل الفاشل، والإضرار بمصالح المزارعين الذين يقتاتون من هذه الأرض الطيبة المعطاءة فهذا العمل حرام ، وهو عمل تخريبي بحت، فأين الدراسات والمخططات التي كانت بالإمكان أن تشق الطريق إلى الشلال دون تعرض الساقية الأثرية الحميرية لهذه الأضرار ولتوقيف المزارعين الذين يقتاتون من هذه الأرض بحوالي ثلاث غلل في السنة الواحدة.
ولقد لحقت أضرار جسيمة في بعض من القرى بمزارعها منها -الأكثر تضرراً - قرية ذي صلل وكذلك قرية غيمان وقرية الدرم وقرية ذي بلان وقرية حده حيث يناشد المواطنون محافظ المحافظة بتشكيل لجنة لتقدير الأضرار وتعويض المواطنين علماً بأننا نطالب الأخ القاضي / أحمد عبدالله الحجري بتقدير الظروف والنظر في مصير هؤلاء المزارعين والرأفة بهم فهم انتهجوا عملاً ديمقراطياً من أجل إسماع كلمتهم قيادة المحافظة ولم يقوموا بشغب، فمعيشة المواطن أولاً، وشق الطريق شيء ثانوي علماً بأننا ومن خلال هذا المنبر الحر الشامخ نطالب محافظ المحافظة ثانياً بإصدار توجيهاته الكريمة بسرعة تأمين الساقية الأثرية الحميرية وتأمين معيشة المواطنين وليس لديهم أي مانع من شق الطريق، فهذا العمل هو اعتداء على حقوق الإنسان يمسه في لقمة العيش، فالرجاء النظر بعين الرأفة والشفقة لهؤلاء المواطنين الذين يعولون أسراً وإلى مصير الساقية التي تغذي المناطق الزراعية ومشروع المياه فما المصير المنتظر للساقية الأثرية الحميرية بمديرية السدة عزلة وادي حجاج؟ والله المستعان وإلى لقاء يتجدد.<