كروان الشرجبي
لا أدري لماذا لا يتم الأخذ بكل ما هو جيد وصحيح حتى وإن كان من أوجده نظام سابق فهناك أشياء كانت في مجملها هادفة وتسري في مسارها الصحيح، فعلى سبيل المثال كان التدرج في مسألة الانتماء للحزب في غاية التسلسل ففي الطفولة كان يوجد ما يسمى بالطلائع وعند الوصول إلى مرحلة الإعدادية والثانوية يطلق على الشباب الملتحق اسم "اشيد" وهو اختصار لاتحاد الشباب الاشتراكي، وبعد ذلك من مرحلة أخرى يكون هناك "الحزبي" وطوال تلك المراحل يكون الشباب على تواصل دائم مع كافة القياديين عن طريق إلقاء المحاضرات التي كانت شبه شهرية هذا في المدارس أما على مستوى الجامعة فكان الوضع مختلفاً فقد كانت اللقاءات بشكل أرقى وأوسع وأشمل هكذا يتم زرع حب أي حزب من خلال إرساء الدعائم الأساسية التي تبدأ من مرحلة الطفولة قد تقولون ما بالها تتكلم عن شيء قد انقضى؟ صحيح أنا أتكلم عن نظام زال ولكن ذلك النظام عرف كيف يزرع نفسه "كحزب" بين أوساط الشباب منذ الطفولة وهنا أنا أحببت أن أوضح شيئاً مهماً جداً هو لماذا لا نغذي عقول أطفالنا بمبادئ وأفكار نحن نريدها؟ من خلال نشر الثقافة السياسية التي يجب أن تنشأ عليها أجيالنا الجديدة فلابد أن يكون لشباب الميثاق دوراً مهماً وقيادياً في حياة شبابنا وأطفالنا وأن يتم عمل لقاءات موسعة في المدارس و الجامعات هكذا يتم خلق جيل محب للمؤتمر لأنه نشأ وترعرع على مبادئه.
لأن ما يحصل الآن هو الغياب الكامل لأي نشاطات مؤتمريه تقيمها الفروع سواء كان على مستوى الرجال أو النساء أن المراكز التابعة للمؤتمر لا تشهد أي نشاط إلا مع اقتراب الانتخابات وهذا شيء محزن ومؤسف ويعمل على تقليل عملية الاستقطاب.
لدينا مبنى ضخم للمؤتمر الشعبي العام في التواهي هذا المبنى يكاد يكون مهجوراً طبعاً يوجد موظفين بعدد الأصابع ولا يشهد هذا المبنى زحاماً إلا أيام الانتخابات وكأن أعمال هذا المقر موسمية مع أنه يجب أن يكون دائم العمل يومياً ولكن ماذا نعمل؟ وضعت الموضوع بين أيديكم يا من بأيديكم القرار ولكم الحكم.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM