علي الصباحي
أخلت السلطات الإسرائيلية أمس الثلاثاء سراح الدكتور عزيز سالم الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بعد أن قضى مدة محكوميته ( 3سنوات )في احد سجون الاحتلال الإسرائيلي , وبهذه المناسبة نهنئ جميع إخواننا الفلسطينيين في الداخل والخارج , ونتمنى إطلاق سراح كل المعتقلين في السجون الإسرائيلية والفلسطينية والعربية على السواء ..
المتأمل في تصريحات الدكتور الدويك لأجهزة الإعلام بعد إطلاق سراحه يدرك أن الرجل يحمل مشروعا تصالحيا يسعى من خلاله إلى الجمع بين الضفة والقطاع المتناحرين منذ فترة وربما يتجاوزهما إلى حدود 1967م ( إسرائيل ) وهذا ليس بعيدا عن الدكتور ألدويك كونه يعد من أهم القيادات الحمساوية المحسوبين على تيار ( الحمائم ) في حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) كما يتمتع بعلاقة شخصية خاصة ( حسب تصريحه) مع محمود عباس وهذا ما سيمكنه من تحقيق ما يصبو ويطمح إليه من لم الشمل الفلسطيني على أرض الواقع ..
كما أن دعوته لإطلاق سراح جميع السجناء في الضفة الغربية وقطاع غزة على خلفية فصائلية نتنة دعوة عقلانية بامتياز كونها بعيدة عن النزعة والنفس والتوجه الفصائلي والحزبي المقيت , وبالتأكيد هذا ينم عن رجاحة عقل الرجل ونظرته الواسعة والشاملة لما يهم ويصب في مصلحة الشعب الفلسطيني برمته , وهذه النظرة الوطنية المرتفعة تفتقدها - مع الأسف-كثير_إن لم نقل اغلب_قيادات هامة في الصف الأول في كل من فتح وحماس مما جعل التقارب الفعلي على الواقع الفلسطيني بين الحركتين شبه مستحيل وربما بعيد المنال !!!إن الساحة الفلسطينية بحاجة ماسة إلى العشرات إن لم نقل المآت من أمثال الدكتور الدويك لتلتحم الخارطة السياسية والاجتماعية والجغرافية الفلسطينية بعيدا عن الأنانية الحزبية والنظرة الدونية القاصرة التي لا تقرأ الواقع إلا من خلال نافذة سياسية صغيرة مطلة على مساحة ضيقة جدا عنوانها أنا ومن بعدي الطوفان!!!
بديهيا ا ن أي سجين سياسي قضى فترة في أي سجن ظلما وعدوانا فإنه إذا ما تم إخلاء سبيله فانه يهاجم في أي تصريح له من ظلمه , إلا أن الملاحظ في تصريح الدويك يجد انه لم يتطرق نهائيا إلى نقد سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال حديثه إلى وسائل الإعلام وهذا ما ينبئ - كما ذكرنا سابقا- عن مشروع جديد يحمله الدكتور عزيز في جعبته, فهل ينجح الدويك إن صحت تكهناتنا؟ هذا ما ستكشفه الأيام أو الشهور القليلة القادمة .
ما يهم الجميع هنا هو أن نسمع ونرى قادة وقواعد الفصائل الفلسطينية المتناحرة تقف صفا واحدا تحت سقف واحد وتمضي في طريق واحد لا طريقين يسودها التلاحم والإخاء بدلا من الشقاق والعداء لتصبح بالتالي الساحة الفلسطينية ساحة واحدة وميداناً واحداً عوضا عن ساحات وميادين عدة وهذا ما يتمناه كل محب لفلسطين- أرضا وبشرا -من الماء إلى الماء .
ختاما كل أمنياتنا لشعبنا الفلسطيني المظلوم أن يسوده الوئام والتآلف والتلاحم , كما هي أمنياتنا الإفراج عن كل سجين يقبع في السجون الفلسطينية أو الإسرائيلية وعلى رأس أولئك الأبطال حكيم وحاكم فلسطين القادم الوطني الغيور مروان البرغوثي.
ALSABAHI77@HOTMAIL.COM