زياد ابوشاويش
يحتار المواطن العربي في تفسير زيارات المسؤولين الصهاينة للعواصم العربية بعد أن يكونوا قد تجاوزوا على الثوابت القومية والحقوق العربية بمواقفهم المتصلبة تجاه أي فرصة للحل في المنطقة وبعد أن يديروا ظهورهم لكل مبادرة سلام تقدم فرصة جدية لإنهاء الصراع وتحقيق السلام، حتى ليظن المرء أن تلك العواصم التي تستقبلهم إنما تكافئهم على تخريب فرص السلام والمس بكرامة العرب. وفي هذا الإطار أتت زيارة وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك للقاهرة قبل يومين ومباحثاته مع كبار المسؤولين المصريين بمن فيهم الرئيس مبارك وبحضور وزراء الدفاع والخارجية والمخابرات العامة الذي يعني منح قاتل أطفال غزة تكريماً واهتماماً لا يستحقه بدل الإعلان عن شرعية محاكمته بتهمة جريمة الحرب على غزة ومسؤوليته المباشرة عن كل فظائعها.
إن حديث وزير الحرب الصهيوني في مؤتمره الصحفي بمقر رئاسة الجمهورية في القاهرة عن وجود فرصة حقيقية للسلام يمثل خداعاً وقحاً للعقل العربي بعد خطاب رئيسه العنصري بنيامين نتنياهو في جامعة بار ايلان بتل أبيب الأسبوع الماضي، هذا الخطاب الذي اتسم بالعنجهية والصلف وأغلق كل أبواب السلام في المنطقة، ولا أعرف من أين تأتي جرأة هؤلاء على قول ما يناقض تصرفاتهم القصدية تجاه تدمير فرص السلام والاستخفاف المتعمد بكل جهد عربي في هذا الاتجاه ورفض اليد العربية الممدودة إليهم بطريقة مهينة. إن تكرار الحديث من القاهرة عن يهودية كيانه والتحالف بين الكيان الصهيوني وبعض البلدان العربية لهذا الغرض يمثل ذروة الإستهانة بالعقل والوجدان العربي وليس الخداع فقط .
Zead51@hotmail.com