الضربة المفاجئة. . . والخسائر الفادحة للأعداء
يقول المؤلف هنا: ولمواجهة الهجوم المرتقب والمتوقع حدوثه تحركنا برفقة الأخوين/ علي شرف وعبدالله اليدومي ،وبذلك يكون العدد ثمانية أفراد في هذا الموقف وكنا على أتم الاستعداد وبكامل العدة والعتاد بما في ذلك الذخيرة والقنابل اليدوية، وفوق كل ذلك الإيمان الراسخ بعدالة القضية التي ندافع عنها وهي الدفاع عن الثورة والجمهورية الأمل الذي تحقق بعد قرون من العزلة والتخلف، هادفين إلى تلقين أعداء الثورة الدروس المريرة الدرس تلو الآخر.
ويضيف: ومن الجدير توضيحه بأن مكان التجمع الذي أراد العدو الوصول إليه، كنا قد وصلنا إليه قبله وكان ذلك بعد الساعة السابعة ليلاً ، وبمجرد الوصول تدارسنا توزيع المهام ومن يقوم بإصدار التوجيهات عندما نلمس اقتراب العدو، عندها اتفق الجميع أن أكون مصدر التوجيهات وما عليهم إلا التنفيذ وبدون تردد.
وعند اقتراب الليلة في المناصفة وظهور القمر، بعد ذلك بنصف ساعة إذا ببعض التحركات نسمعها في أسفل الوادي والتي كانت واضحة للأعداء فواصلنا مراقبتهم ومتابعة تحركاتهم حتى برزت بعض الأصوات التي كانت تحفز الواصلين والمكلفين بالهجوم على نجاح مهمتهم وعدم التراجع مهما كانت النتائج.
وكان الهجوم من اتجاهين يرافقها على الأصوات ووفقاً لخططهم والتي منها التواجد والتجمع في المكان الذي نحن فيه، والجدير بالإشارة أن مفاجأتنا للأعداء بتلك الطريقة قد أوقعت في صفوفهم العديد من القتلى والجرحى وجعلت من تبقى منهم على قيد الحياة بقراهم مذعورين مدحورين.
جريح يحاول قتل عبدالله اليدومي
وبعد دقائق تفقدنا ساحة المعركة وعند وصولنا إلى موقع العمليات شاهدنا بعض الجرحى ينادون بالإسعاف وكان من الأخ/ عبدالله اليدومي إلا الإسراع وربط جراح المتضرر منهم جداً.
وعند إجراء الربط كان المصاب يلوح بالجنبية في إتجاه الأخ/ عبدالله اليدومي والذي أراد إنقاذه ،وعندها ناديته ودعيته إلى الانتباه!! لأن الجريح يعمل على تصويب الجنبية في اتجاه ظهر عبدالله اليدومي الذي أدرك حينها خطورة ذلك الجريح ومخادعته، وإذا بالأخ/ عبدالله اليدومي يردد بقوله : يا كلب أريد إنقاذك وأنت تريد قتلي !! مصوباً البندقية على صدره لنستريح من الخداع والمكر، إذا أردنا له الحياة وأراد لنا الموت!! كان ذلك وأنا أشاهد على ضوء القمر لمعان جنبية ذلك الرجل الجريح الذي نال الجزاء العادل.
لقد أحدثت المعركة الرعب في صفوف أعداء الثورة وإذا قارنا ما كان يحدث في السابق من اعتداء مباشر على الموقع وبين ما حدث اليوم لوجدنا عكس ذلك إذ لم يتمكن أعداء الثورة من الوصول إلى الموقع في هذه المرة.
وبعد ذلك وجدنا تذمراً للموقف ولما حصل من قبل شقيق الشيخ وأولاد الذي يدعى خماش الأدبعي والذي كان في ريعان شبابه، حيث كان يدعو الآخرين ويحفزهم على الثأر ،وأنه من العار طرح ذلك العدد الكبير من القتلى والجرحى وأنه لابد الانتقام لما حدث لهم، ومضى يدفع بالعديد من المغرر بهم في اتجاه القتال ورد الاعتبار على حد تعبيره.
وهكذا كانت تصلنا أخباره أولاً بأول كما اتضح لنا بان المذكور يقوم بتزويد أصحابه بالأسلحة والذخائر وأنه بالفعل قد حدد الساعة واليوم الذي سيقوم فيه بالقضاء علينا وتنفيذ تهديداته وقد أكد لنا المصدر المكلف بمتابعة ومراقبة تحركاتهم وبموعدهم الذي حددوه بما في ذلك المكان الذي سوف ينطلقون منه ويباشرون إطلاق النار ونحن نصل المغرب أو نتناول طعام العشاء وبالفعل وحسب العادة كنا نصلي جماعة ونتناول طعامنا في حلقة واحدة باعتبار أن عددنا محدود بينما ذلك اليوم قمنا بتوزيع خدمات للمراقبة من بعد العصر وبعد تجهيز الأسلحة بالكامل.
وكنا على شوق لمقابلتهم بعد وصولهم المكان المحدد ونحن على حذر وترقب من صحة تلك المعلومات التي كانت تصل إلينا من قبل المصدر "الخبر" وبعد مراقبة تلك المجاميع التي كان يتوسطها الشيخ/ خماش الدبعي قام الأخ/ أحمد ماطر بمشاهدتهم، ونحن كل واحد منا يأخذ مكانه ، طالبين منه متابعة الموقف ومراقبة تحركاتهم حتى تخرج منهم أول طلقة وبعدها يتم إطلاق النار عليهم من الموقع بدون تبليغ عندها شاهد فردين منهم يوجهون بنادقهم على الموقع وكانت المسافة تبعد 500 600 متر عند الموقع فقط.
ويضيف المؤلف: وبعد سماع طلقتين صادرة منهم في اتجاه الموقع إذا بالأخ/ ماطر يطلق قذيفة من الدبابة على تجمعاتهم مردداً الله أكبر. . . ، كما قام بفتح فتحة الرامي العلوي ليشاهد تلك الأتربة الكثيفة التي لم تفارق مكان إنفجار القذيفة ، وبعد ثوان اتضحت الرؤية ولم نعد نشاهد إلا فردين هاربين يصرخون ويطالبون بإنقاذ الشيخ/ خماش الذي أنتهى هو ومن معه من المغرر بهم.
عندها طلب من الأخ/ ماطر إطلاق طلقتين أو ثلاث على الهاربين ،وبسرعة أعد نفسه، وإذا به يصيب أحدهم الذي ارتفع من الأرض حوالي ستة أمتار ونحن نشاهد ذلك الموقف العظيم وحتى كانت الطلقة الثانية على الفرد الأخير وإذا بالأخبار تتناقل داخل المنطقة عن ذلك الشيخ/ خماش الأدبعي والذي كان يوصف برجل القتال والشجاعة "كما كانوا يصفونه"، بينما شقيقه مهدي الأدبعي الذي يوصف بأنه رجل الدولة القبلية وللحقيقة أن الأخ/ أحمد ماطر "مدفعي الدبابة" كان على مقدرة عالية في التعامل مع واجباته في توجيه الإصابات المباشرة دون أخطاء وكان على عوسجه هو الأب الذي يتحمل أعباء كثيرة دون كلل أو ملل بالإضافة إلى دماثة أخلاقه وكنت أنا حينها أقدمهم رتبه.