;

نحو المعالي 800

2009-06-24 05:16:26

عصام المطري

هذه الدنيا حلوة نظرة، والله مستخلفكم فيها وناظرً ما تعملون ، فمن الناس من ترده هذه الدنيا صريعاً خاسراً لها وللآخرة، وبعض الناس كيس فطن لا تغالبه هذه الدنيا بل هو الذي يتغلب عليها وفتك بها فتكاً في سبيل النجاة من عقاب الله سحبانه وتعالى في الدار الآخرة ، وفي اتجاه ترجمة الإيمان الرباني إلى واقع عملي ملموس، وفي إطار التزود من التقوى، فالتقوى جماع الخير كله ، فالتنافس في هذه الدنيا على المباهج والمسرات والغنى الفاحش شر محظ مستطير، إنما التنافس الشريف في هذه الدنيا يجب أن يكون على التقوى والعمل الصالح ، فمن يسعى إلى إرضاء الله عز وجل بالأعمال الصالحات يكن أسعد الناس وأفضلهم.

ولا بأس من التنافس الشريف بين الناس لحيازة المعالي والتفاخر بتحقيق النجاحات تلو النجاحات في هذه الدنيا الدنية ، فمن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا، ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام، فهذا النوع من البشر حذر منهم النص القرآني من أجل أن نحذرهم ولا يكن لهم نصيباً مفروضاً في حياتنا اليومية ، وننبذهم لأنهم ألد الخصام، وهم زمرة منافقة مردت على النفاق، فالقرآن الكريم كتاب الله المقروء لم يترك شاردة أو واردة إلا وبينها وقال فيها كلمته الفصل.. المهم أن تكون لك عزيزي القارئ الكريم وقفات مع المعالي في جميع مناحي الحياة، فنظم نفسك وادر وقتك تكن أسعد الناس، وثابر على التحصيل العلمي والأدبي، والأصل أن تكون لك جلسات ووقفات مع المعالي ، فاطلب المجد وثابر على طلبه من أجل الفوز في الدنيا والآخرة،واعرف ماذا تريد من هذه الدنيا ، كما لابد وأن تعرف ماذا تريد من الآخرة؟!.

أن طريق المعالي صعب جداً حيث يكلف الكثيرين الجهد والوقت ، فتسلح بالإيمان وأنت في طريقك إلى المعالي ، وإلى المكانة الاجتماعية الرفيعة، فالإيمان طاقة روحية عجيبة بها تتمكن من اجتياز المسافات، والظفر بمستقبل رفيع الصالحات تفز في الحياة الدنيا والآخرة ، ولا تغش أحداً في بضاعة، فمن غشنا ليس منا كما أخبر بذلك الرسول والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، وكن سخي الجانب تكن أفضل الناس، واصنع المعروف ولا تعجز، وخاطب الناس بقول حسن وجالس الصالحين وأولياء الله عز وجل ، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس، واهتم بمظهرك العام وبجوهرك الباطن، وكن أخف الناس حملاً من الذنوب، وبرمج ذاتك، وخطط للمستقبل المشرق الوضاء، ولا تزيد من كدر وغموم وهموم الدنيا بارتكاب المعاصي والآثام ، فإن المعاصي والآثام تورث النقم .

أطلب المعالي في غير تفريط في الدين ولا تغالي في العبادة أو تتنطع فيها - أي العبادة- ، فهذا الدين شديد أو غلوا منه برفق، ولن يشادد الدين أحداً إلا غلبه ، واظفر بما عند الله تكن أفضل وأسعد الناس ، ولا تنتظر ألقاب الدنيا وبهرجها ذلك أن ما عند الله عز وجل هو الأفضل ، فاطلب من ربك الجنة وما يقرب إليها من قول وفعل وعمل ، واستعذ بالله من سخطه والنار، وما يقرب إليهما من قولٍ وفعلٍ وعمل ، ولا تحزن على ما فات ، فإن ما فات ذهب وانتهى ولا يجوز معه الحزن ، وتحلى بالإيمان ، فإن فيه التبديد للآلام والمتاعب والأحزان، وانتظر حظك من الدنيا ، واعمل ليوم الحساب ، فعسى أن يكون قريباً.

وأنت سائرً في طريق المعالي حذاري أن تقدح في إنسان أو تنتقص من قيمة إنسان، فهذا الصنيع مضاداً للزور وللتعجب بالنفس البشرية ، وقرر ولا تتردد في القرار ، فإن التردد من عادات الفاشلين المقصرين ، وحاول أن تكون لك صولة وجولة مع مأدبة القرآن الكريم حفظاً وتلاوة ،وألزم الجماعة، ولا تشق عصا الطاعة، ولا تترك الجماعة مشيراً، فقد قال النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: "من فارق الجماعة شبراً فقد خلع ريقه الإسلام من عنقه"، فهل تريد أن تبقى بدون إسلام ؟ والعياذ بالله ،ولا تبدل دين الله عز وجل إنما افهم الإسلام كما فهمه الصحابة رضوان الله عليهم وإلى لقاء يتجدد والله الموفق والمسدد والموفق إلى سواء السبيل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد