شكري عبدالغني الزعيتري
ما هي إلا حسبة أرقام احتسبها لمن يتعظ. فإبداء بها بالقول بان مشيئة الله سبحانه أن لا يكون الإنسان مخلدا على وجه الأرض. وان من نعمه سبحانه أن جعل الموت نهاية مطاف كل إنسان في هذه الدنيا وأن من عدله أن جعل الحساب بعد الممات. وعليه فقد قدر الله سبحانه وتعالى لعامة البشر عمر الحياة في الدنيا ما بين السبعين إلى الثمانين عاما وقد يزيد عن ذلك أو ينقص بضع سنين أو قليلا من عمر بعض الآدميين. وعليه إن ذهبنا بالقول أخذا بان عمر الحياة في الدنيا للأغلب فينا إلي السبعين من السنيين وهي تساوي (25 ألف و200 ) يوم ويعادل ( 604 ألف و800 ) ساعة. وان احتسبنا بخصم زمن اللا إنتاج ولا عمل ولا ثمار للآدميين فإننا سنبداء بالخصم من العمر بمعدل في اليوم ألثمان من الساعات التي فيها يذهب الإنسان في سبات من النوم أي يكون إجمالي ساعات نومه من السبعين السنيين والتي تساوي ( 201 ألف و600 ) ساعة أي ما يعادل ( 8400 ) يوم أي ما يساوي (23 ) سنه وهذا هو زمن النوم من عمر الفرد فينا. وان أضفنا إلى الخصم احتساب العمر الذي لا يكون للإنسان فيه أي إنتاج أو ثمار يجنيها ولا يحاسب عليه عند خالقه الله تعالي ويسمي (بسن القصور للفرد والذي هو ما بين (اليوم الأول بعد الولادة وحتى سن الثمانية عشر سنه ) سن بلوغ الرشد والاكتمال وهي تساوي (18 ) سنه وتعادل (6480 ) يوم أي تصل إلي (155 ألف 520 ) ساعة وهذا هو زمن سن القصور وكذلك إن استقطعنا معدل الساعتين في اليوم والتي يتفرغ فيها الفرد منا لمأكله ومشربه أي بإجمالي( 50 ألف 400 ) ساعة أي ما يعادل (2100 ) يوم أي لما يساوي (6 ) سنيين من عمر الإنسان وهذا هو زمن المأكل والمشرب وفوق ذلك إن استنزلنا معدل الساعتين في اليوم والتي فيها يتفرغ الإنسان منا للجلوس مع أبنائه وأسرته أو لراحة قيلولة أي بإجمالي( 50 ألف 400 ) ساعة أي ما يساوي (2100 ) يوم أي ما يعادل (6 ) سنين من عمر الإنسان وهذا هو زمن القيلولة أو الجلوس مع أبنائه وأسرته. ناهيكم ما يضيعه الفرد منا في يمننا الحبيب الموحد من وقت ويهدره في تخزين القات ومضغة والذي يقدر بمعدل يومي (6 ) ساعات تقضي يوميا في تخزين القات ومضغه أي بإجمالي(151الف 200 ) ساعة من السبعين السنة أي ما يساوي (6300) يوم أي ما يعادل (18) سنه وهذا هو زمن تخزين القات لدي من يتعاطون القات ومع أننا لم ندخل هذا الزمن ضمن حسبتنا للزمن خارج زمن العمل وجني ثمار الإنتاج اليومية للإنسان لأخذ الاعتبار بان ليس كل اليمنيين من متعاطين القات وتخزينه. وعليه فإننا خلصنا لما نقوله بان إجمالي الزمن المستقطع من عمر الإنسان التي لا يكون فيها إنتاج ولا عمل ولا ثمرة يجنيها الإنسان والتي أظهرت بان الإجمالي لها ولعدد الساعات سن القصور قبل البلوغ بالرشد + عدد ساعات النوم اليومي + عدد ساعات الأكل والشرب اليومي + عدد ساعات القيلولة من راحة والجلوس مع الأبناء والأسرة إذ أظهر الجمع أن الإجمالي الكلي هو (457 الف و 920) ساعة من عمر الإنسان السبعين السنة لعيشة في الدنيا أي يساوي (19 الف و080) يوم أي يعادل (53) سنه وهذه السنيين إذا استقطعت من إجمالي عمر الإنسان السبعين من السنيين فانه سيتبقي صافي العمر العملي للإنتاج والعمل وجني الثمار للفرد منا هو (17) سنه فقط وهي السنيين الحقيقية من عمر الإنسان العملي الذي يقضيه في عمل وإنتاج لتحصيل الثمار. إذ أن البعض منا أما أن تكون ثمار يحصلها في الدنيا (فقط) ويعمل لأجلها والبعض ثمار يحصلها في الآخرة (فقط) ويعمل لأجلها والبعض ثمار يحصلها في الدنيا والآخرة (معا ) ويعمل لأجلها. و يتوقف ذلك ويعود علي نوع العمل الذي يؤتيه الإنسان منا وعلي حسب المصادر التي يجني بها الثمار التي قد تكون (دنيوية أو خراويه ) فحسب النية والإخلاص في العطاء أما أن يكون لله الخالق أو يكون للنفس الأنانية أو لنيل رضا الآخرين من البشر. ولو تأملنا و تفكرنا برهة لوجدناها سنيين قليلة من العمر الذي هو (17 ) سنه والتي يقوم خلالها الإنسان بممارسة العمل والإنتاج وجني الثمار فان كان قول و عمل خيرا ينفع به دينه ووطنه وشعبة أو ينفع أمته أو الإنسانية جمعا لأنه يكون يبذل من الأعمال في هذا العمر العملي الفعلي من حياته لما هو طيب من الأفعال والأقوال ويبذله إخلاصا لوجه خالقة الله سبحانه وتعالي والذي يبتغي به مرضات خالقة المولي عز وجل فانه تكون آخرته الحياة الأبدية في نعيم ويكون خلوده في الجنة بإذن الله تعالى. أما إن قضي الإنسان هذا العمر العملي (17 ) سنه في القيام بأعمال شيطانية ابتداء بالبعد عن الله خالقه و البعد عن عبادته بعدم أداء حقوق الله المفروضة من شعائر الدين وغيرها من النواهي والمحظورات التي حرمها الله تعالي. . أو أن يذهب الإنسان نحو الظلم أو نحو الفتنه بين الناس أو يذهب نحو العدوان أو القتل لغيره أو يذهب نحو جمع المال الحرام لبناء عتاد من فلل أو قصور ولتراكم العدة من سيارات ووسائل الرفاهية والعيش الرغيد من الأثاث وتناول ألذ الطعام وغير ذلك والتي هو تارك لكل (عتاد وعدة جمعها ) بعد مماته بان كانت هذا الجمع من مال حرام فانه بهذا يقضي سنيين عمرة العملي ال (17 ) سنه فيما يغضب الله تعالي وعلية يكون مستقره في نار جهنم يصلى فيها سعيرا وتسعر له لهيبها والعياذ بالله منها لنا جميعا. وأخيرا اخلص إلى القول : لكل من يلهثون علي الدنيا ونعيمها دون أن يفرقوا بين حلال أوحرام وبين ما هو خير أو شر. . ولا يحسبون لأنفسهم السنيين التي انقضت من أعمارهم وهم في حالة من النسيان والغفلة والعياذ بالله تعالي بان أعمارنا وأعماركم ما هو إلا (17) سنه وقد تزيد أو تنقص قليلا بإذن الله تعالي سبحانه وهذا العمر هو الذي سيحدد المصير بعد الممات وأقول لكل فرد حريص على الدنيا أليس هذا العمر بقصير لابن ادم من حياته العملية. كما اذهب إلي القول ليس العمر الحقيقي لابن ادم كما يعتقد الغافلون انه (70) سنه وهذا لمن يتعظ فيحسن عملا في الدنيا وقبل مماته وصعود روحه إلي بارئها وخالقها سبحانه. وأخيرا اختم بالقول (ابن ادم راحل عن الدنيا ) أسأل الله تعالي العفو حسن الخاتمة لنا جميعا وآبائنا وأبنائنا وكل المسلمين ولمن أراد سبحانه.
Shukri_alzoatree@yahoo. com