محمد أمين الداهية
ألا يكفي هذا الوطن ما يمر به من أزمات؟ نعم أزمات هذه الكلمة التي سئمنا ترديدها مراراً وتكراراً لكننا نردد ذلك دون وعي وإدراك لمضمون هذا المصطلح الذي نخشى أن يأتي اليوم الذي يتطور فيه ليتعدى مرحلة الأزمة ويرتقي إلى الكارثة،ومادمنا نعيش عصر التكنولوجيا والفضائيات والانترنت ، لماذا لم نستطع بعد التأقلم مع هذا العصر وبالتحديد تكنولوجيا لانترنت والفضائيات ، هذه التكنولوجيا التي جعلت من العالم قرية صغيرة تمد المتلقي بكل ما يحدث ويدور في هذا العالم الذي بدأ بالانهيار ، القنوات الفضائية اليوم وعلى وجه الخصوص الإخبارية ، أصبحت المغذي الأول الذي يمد المتلقي في أي مكان كان بالرسالة التي لا يضمن هذا المتلقي مدى مصداقيتها لكنه في الأخير مجبر على تلقي الرسالة والتعامل معها كلاً حسب معرفته وثقافته.
الفضائيات الإخبارية ، أصبحت وبدون مبالغة ومما لا يدع مجالاً للشك مسيسة خاضعة لرؤية وثقافة الدولة المالكة أو رجل الأعمال المالك لها.
حتى أ، مضمونها يتغير وينحرف نوعا ما بتوتر العلاقات بين الدولة المالكة وأي دولة أخرى، وهذا هو طبع البشرية فالكمال لله وحده ولكن ما دمنا نعرف هذه الأشياء وما ينفع وطننا وما يضره فلماذا نسيء التصرف في تعاملنا مع الآخرين من الصحفيين التابعين لقنوات إخبارية رسائلها الإعلامية ذو تأثير قوي وفي الوقت نفسه خطيرة جداً تضر أولاً وقبل كل شيء بالمصلحة الوطنية العليا للشعب الذي بسبب استفزاز فضائية إخبارية معينة تسلط سلاحها الإعلامي الفتاك لتزود العالم بأخبار وتقارير وحوارات الوطن والشعب في غنى عنها . وإذا كنا نحن ندرك أن ذلك لأسباب معينة وتحامل مقصود فغيرنا لا يدرك ذلك تماماً وما يقلق أكثر عدم الوعي من قبل المواطنين وعلى وجه الخصوص العوام من الناس والمتذمرين الذين ستقبلون الرسالة الإعلامية كما هي دون أن يضفوا عليها أي تحليل أو تفسير للمعنى الذي تتضمنه الرسالة ومصداقية المرسل وغرض القناة. الكل يؤمن بالمهنية التي تتحلى بها قناة الجزيرة وتعاملها الذي لا يختلف كثيراً مع القضايا العربية المختلفة وفي شتى المجالات، حتى الاتجاه المعاكس فالغلط لم يكن في ضيوف البرنامج الذين استضيفوا لمناقشة الحراك والوحدة اليمنية التي لا جدل فيها مطلقاً فقد كان الخطأ في الرجل الكفء الذي لم يحصل عليه البرنامج لمواجهة النقيب الأحمق الذي كان ضعيفاً جداً وحجم أوهى من بيت العنكبوت، وحتى لا نتوه ونخرج عن المضمون نقول إن أي اعتداء على صحفي بالضرب أو ما شابه ذلك فإن ذلك لا يزيد الطين إلا بلة ، فالأوضاع والظروف تجبرنا بأن نكون على علاقة جيدة مع وسائل الإعلام لا كما جرى مع الصحفي فضل مبارك ويا ليت نتعامل مع قضايانا بمصداقية أكثر.