عصام المطري
التنشئة السلمية للنشء والشباب ومختلف الفئات الاجتماعية هي هدف الدول المتقدمة ، فإبعاد النشء والشباب عن مواطن الغواية والدعارة فيه الشيء الكثير من علامات ومظاهر صحوة الأمة ، وفيه الشيء الكثير من سلامة وعافية الأمة المحمدية التي تضطلع بكامل واجباتها تجاه القطاعات الشعبية ولا تهمل أحداً من عنايتها ومن رعايتها فلقد اختلط الحابل بالنابل في هذه الأيام.
إن المجتمعات الإسلامية والعربية تواجه اليوم تحديات العولمة ومؤامرات الغزو الثقافي والفكري والتمزيق ، فاليهود يبذلون ما هو أكبر من طاقاتهم من أجل إفساد أخلاق شبابنا ونشئنا وباقي الفئات الاجتماعية ، فيبذلون الأموال، ويهدرون الطاقات والإمكانات من أجل الوصول إلى هذه الغاية .. غاية مسخ الشخصية الإسلامية السوية ، وقد قالوا كأس وغانية تفعل بأمة محمد ما يعجز عنه الصاروخ والدبابة ولذلك فإنهم يتفانون في محاولات يائسة من أجل إفساد أخلاق المسلمين، لأن تفشي الأخلاق في المجتمع دليل على صحته ويقظته وصحوته وتماسكه، والأخلاق من عفة وصدق وأمانة وشجاعة وكرم وجود وسخاء من مدعمات الدولة الفتية القوية المهابة التي تتفاعل مع خطط البناء والإعجاز والتنمية الراشدة ، وهي الدولة التي يهابها الأعداء ، ويفرح بها الأصدقاء.
وفي ظل الإعلام الفضائي المفتوح المنفتح صارت مهمة التربية والتنشئة الصحيحة صعبة جداً لأن الإعلام الفضائي المعولم يعمل عمل الهدم ، ويخرب النشء والشباب، ومختلف الشرائح الاجتماعية العمرية ذلك لأن الأمة الإسلامية مستهدفة من الإعلام الفضائي الخارجي، فالإعلام الفضائي الخارجي المادي لدولة الإسلام يقوم على خطط وبرامج النيل من عقيدة الشباب المسلم، وللنيل من أخلاقه ومبادئه وقيمه ، ويهدف في الأخير إلى مسخ الشخصية الإسلامية السوية والوصول إلى تمييعها وإفسادها بحيث لا تعرف معروفاً ، ولا تنكر منكراً كالقاع الصفصاف، وهذا الحيل الإسلامي العربي المائع المستهتر هو هدف الدوائر الغربية والدوائر الإسرائيلية الصهيونية قاتلهم الله جميعاً.
إن هدف الإعلام الفضائي الخارجي المعادي لدولة الغرب والإسلام وايقاظ الشهوة في جسد النشء والشباب ، وتشجيعهم على الخيانة والجنس الخبيث بحيث تسقط لهم أي مبادئ أو قيم أو مثل إسلامية وعربية أصيلة ، وبحيث يتحولون إلى قطعان من البهائم التي لا تهم إلا الجنس ، وفي ظل غلاء المهور ، وفشو الطلاق بين فتياتنا وشبابنا يتجه أولئك الشباب إلى الفاحشة والعهر والدعارة لأن هنالك من أيقظ الحس الجنسي عندهم وأغواهم ، وسلط عليهم القنوات الفضائية الماجنة التابعة للدوائر الغربية وللدوائر الصهيونية والإسرائيلية، وقد نصت مشاريع بروتوكولات حكماء الصهيونية بضرورة إفساد أخلاق العالم من أجل أن يصبحوا مطية للفساد الأخلاقي والاجتماعي من خلال أجهزة الاتصال والتواصل المجسدة في الإعلام الفضائي الخارجي المعادي لدولة الإسلام والعرب، والكاسيتات الدعارية بأشرطة الفيديو والسيدي.
إن بعض فنادق أمانة العاصمة تسهم وتشارك في هذا التآمر على النشء والشباب عن طريق بثها يومياً للقنوات الفضائية الإسرائيلية المشفرة برامجها التي يندي لها الجبين حيث الدعارة وأفلام الجنس الهابطة ، والميوعة ، والخروج عن المألوف في هذه الأفلام التي تقتل الحياء لدى الشباب وتشجعهم على الرذيلة والهبوط في مستنقعات الجريمة والفاحشة علماً بأن تلك الفنادق تعمل بدون رقابة ، فإذا جاء مندوب الأمن السياسي المكلف بالرقابة والذي أفسدوا أخلاقه.. يقومون بتسليمهم ألف ريال حق "التخزينة" ويذهب ويرفع تقريراً عرمرمياً بأن الأوضاع مستتبة، وأن الفنادق ملتزمة باللوائح والقوانين والأعراف والتقاليد الحميدة ، فهل معه رقابة صارمة على الفنادق من أجل حماية شبابنا الضائع المتسكع ، كي تنشر الطهر والعفة من أجل الخلاص من جحيم الدنيا ، وجحيم الآخرة؟ فنريد رقابة صارمة وتربية لرجال الأمن السياسي حامين الديار على الأخلاق الإسلامية الفاضلة التي تجعل نفوسهم لا تتهاوى أمام المغريات الكثيرة، فهنالك رجال من رجالات الأمن السياسي يؤدون أعمالهم على أكمل وجه ويحرسون الأخلاق والعقيدة ، ولا يسقطون أمام تلك الإغراءات فلهم منا الشكر الجزيل وجزاهم الله خيراً والله المستعان.