كروان الشرجبي
تتزامن إجازه المدارس مع حلول فصل الصيف بجوه الحار وفي هذه الفترة من كل سنة تعود بعض الناس السفر إلى الخارج هرباً من الحر، علماً بأن الحر قد اتسعت رقعته إلى كافة أنحاء العالم ومع ذلك لابد من السفر ليس من أجل الهروب من الحر ولكن حتى لايكونوا أقل من عائلة فلان وعلان".
فهناك البعض لديهم المقدرة على السفر ويتحمل كافة النفقات وهناك من يلجأ إلى عدة وسائل من أجل الحصول على المال ليتمكن هو وعائلته من السفر، قد يسلك البعض طرقاً غير مشروعة للحصول على المال وآخرون يلجئون إلى "الدين" ويتحملون فوق طاقتهم كل ذلك لماذا؟ لا أعلم.
فهل تعلم عزيزي القارئ بأن رجلاً كان موظفاً في إحدى الوزارات ولم يكن لديه سوى راتبه وكان يرى زملاء له في العمل يسافرون مع أسرهم وحتى دونهم وهم حالهم مثل حاله انتابته الغيرة وأراد السفر مثلهم وفي نفس الوقت لم يستطع أن يسلك مسلكاً غير شرعي للحصول على المال فقرر الإستدانه "مع وضع عقد ملكية المنزل لحين السداد" وكان له ذلك وسافر مع أسرته وكان فرحاً لأنه شعر بأنه ليس أقل ممن سافروا من زملائه وعاد محملاً ببعض الهدايا البسيطة لبعض الزملاء حتى يثبت لهم بأنه سافر فعلاً.
وتشاء الأقدار بموت هذا الشخص مخلفاً لأسرته ديناً ثقيلاً لا يستطيعون سداده، هذه هي الحياة نعيشها اليوم ولا نعلم إذا كنا سنعيشها غداً فهذا الشخص عاش يومه فرحاً سعيداً، فرحل وترك الغد لأسرته يتحملون عبئه، فما كان سيحدث إذا ما كانت لدى هذا الشخص القناعة التامة والرضاء بما قسمه له الله؟ على الأقل لم تكن أسرته سترمى في الشارع من أجل الإيفاء بالدين فعلينا أن نقنع بما لدينا فالقناعة كنز لا يفنى.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM