علي منصور مقراط
من أخطر وأسوأ الظواهر المزعجة المقلقة التي انتشرت مؤخراً كعادة غير مسبوقة وغير متوقفة في أوساط مجتمعنا اليمني الذي تحكمه الأعراف والتقاليد الحضارية والقبلية الشهمة والكريمة والحكمة والإيمان عنوان اعتزاز لليمنيين ككل ..من الظواهر المخيفة والسيئة ظاهرة الاختطافات والتقطع الذي برز إلى الواجهة وبصورة مذهلة مؤخراً وباتت تفرض نفسها في العاصمة صنعاء ومعها محافظات البلاد رغم أن هناك قانون عقوبات قاسية تم إدراجه ضمن القوانين النافذة لمن يرتكب مثل هذه الجرائم والعقوبات بحقه .. لكن لا ندري لماذا ركن وتحول إلى العكس حيث تتم مراضاة الخاطفين وإيفاد الوساطات من المشائخ والأعيان وو إلخ عند حدوث حالة اختطاف أكان الأجانب أو أطفال أو سيارات أو تجار وهناك وبالأعراف الداخلية لتتم الضمانات والمراضاة ويذبح القانون ويزداد سقوط هيبة الدولة وتغيب عظمتها وعدالتها أمام الخارجين عن القوانين الدستورية المتعارف عليها.
الحاصل أن جريمة اختطاف الأطباء الألمان التسعة بمحافظة صعدة واغتيال الطبيبتين الألمانيتين والمعلمة الكورية ولم يعرف بعد مصير الستة الآخرين قد شكلت صدمة حزينة وقاسية للمجتمع اليمني ونحن الصحافيون كجزء من هذا المجتمع الذي نكب بهذه المأساة التي هزت ضمير كل أنسان وطني ومسلم شريف..والأرجح أيضاً أنستنا محنة زميلنا الصحافي صلاح الجلال رئيس تحرير صحيفة 17 يوليو المختطف منذ نحو سبعة أسابيع في مديرية الحداء منطقة بني سبأ بمحافظة ذمار زميلنا صلاح الجلال الذي اختطف من قبل مجموعة مسلحة في 4 مايو الماضي من الشارع المجاور لمنزله بميدان التحرير بالعاصمة صنعاء يواجه مأساته الأليمة ويحسب لصحيفة "أخبار اليوم" موقفها المهني والإنساني مع زميلنا المختطف وهي تفرد حيزاً في أخيرتها تذكر وتطالب الدولة بتحريره من مختطفيه..
واللافت للنظر تأخر تحرك الدولة في قضية زميلنا صلاح رغم التوجيهات للنائب العام إلى وزير الداخلية بسرعة البحث والتحري وجمع محاضر الاستدلالات وإحالة القضية مع المتهمين إلى النيابة..لكن توجيهات النائب العام تنتظر حتى يقوم رجالها بواجبهم لا اعتقد كون ذلك من صميم واجبها المقدس وإلا لماذا سميت أجهزة ضبط.. حسناً إن قلوبنا مع الزميل الجلال وفي انتظار لحظة تحريره من قبضة مختطفيه لتعود حريته وتستأنف 17 يوليو الصحيفة الإصدار بمناسبة 17 يوليو الذي تفصلنا عنه ثلاثة أسابيع فقط ويعرف اليمنيون معاني 17 يوليو الذي انتخب فيه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيساً لليمن قبل ثلاثة عقود من الزمن واعتزازاً من العزيز المختطف جلال بهذا الزعيم الوحدوي القومي أسمى صحيفته بيوم صعوده إلى كرسي الرئاسة 17 يوليو 1978م والله المستعان..