;

لا تقلق أو تخف 781

2009-06-28 05:49:10

عصام المطري

لا تدع القلق يسيطر عليك كلما بدأت عملاً جديداً حيث تخاف وتخشى الإخفاق والفشل، وإنما استعن بالله عز وجل واطرد هذا القلق الغير مبرر ، فحظك من الدنيا مقسوم ، ونجاح العمل بعد اتخاذ الأسباب موكل إلى الله سبحانه وتعالى ، فالقلق لن يكون عامل نجاح للعمل على الإطلاق ، فحافظ على نفسك من القلق لأنه يورث مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم ، وقرحة المعدة.

لا تقلق أو تخف تكن أسعد الناس ، وحدد لك أهدافاً عامة وأهدافاً خاصة ، واسعى إلى تحقيقها في الواقع العملي الملموس ، وامتطي فرص الخبرة والإدراك والوعي ، واطرد الوساوس والأراجيف ، ولا تكترث النقد الآثم واعلم أنك محسود على نعم الله عليك.

ولا تقلقل أو تخف، وكن مخموم القلب صدوق اللسان تكن أفضل الناس كما أخبر بذلك الهادي الكريم نبينا ورسولنا العظيم صلى الله عليه وآله وسلم ، وازهد بما في الدنيا يحبك الله ، وأزهد بما في عند الناس يحبك الناس، وتمهل ولا تعجل فإن العجالة من الشيطان الرجيم.

لا تقلق أو تخف ، وعامل الناس بالحسنى ، ولا تأخذ الناس بالشك وبالظنون ، والتمس لأخيك ولو سبعين عذراً تكن أسعد الناس أو ما علمت أن القلق يؤدي إلى قرحة المعدة وهو سبباً رئيساً لأمراض السكري ولارتفاع ضغط الدم كما قال الأطباء.

لا تقلق أو تخف ، واعف عمن ظلمك ، وأعطي من حرمك وصل من قطعك، ولا تسيء لمن ظلمك تكن أفضل الناس، وخالق الناس بخلق حسن ، ولا تمشي في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً، وعاشر زوجتك بالمعروف.

لا تقلق أو تخف ، ولا تكن ممن يأبى على رسول الله الأعظم عليه أفضل الصلاة وأبلغ التسليم بمعصيته حتى تدخل الجنة إذ يقول الهادي الكريم - الداعية الأول سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله الصادق الأمين في الحديث النبوي الشريف "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، قلنا يا رسول الله ومن يأبى ، قال : من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى "، فحاذر أن تأبى بتوصية الرسول والنبي الأعظم .

لا تقلق أو تخف وابتعد عن تناول المنبهات والإفراط فيها كالقات والشاي والقهوة والشيشة والسجائر ، واعلم أن جميع الأمور بيد الله عز وجل فلا داعي للقلق أو الخوف ، وأن رزقك مقسوم ومحدد بيد الله سبحانه وتعالى ، فلا قلق على رزق أو خوف من قطع هذا الرزق، فالله هو الرازق المغيث ، صاحب الطول المتفرد بسجايا الكمال والعافية ذي القوة العزيز المتعال.

لا تقلق أو تخف ، ودع القلق وأنت قادم على الأعمال العظام، واطرح الخوف جانباً ،فلم ينفذ لك القلق أعمالك ولن يرحمك الخوف من الفشل والإخفاق ، فتعاظم القلق المفرط في بدايات الأعمال الجديدة ليس لها من تفسير سوى عدم الثقة بالنفس ، على الرغم من أن حظك من المواهب والقدرات والإمكانات عظيماً ، فلماذا عدم الثقة بالنفس؟، فحاول أن تثق بذاتك ،وتثق بقدراتك ومواهبك وإمكاناتك.

لا تقلق أو تخف ، وأعلم أن الإيمان يذهب الهموم ، ويزيل الخوف وموقرة عين الموحدين وسلوت العابدين ، واعلم أيضاً أن ما مضى فات ، وما ذهب مات ، فلا تفكر فيما مضى ، فقد ذهب وانقضى، وأرض بالقضاء المحتوم، والرزق المقسوم ، كل شيء بقدر ، فدع الضجر، ألا بذكر الله تطمئن القلوب، وتحط الذنوب ، وبه يرضى علام الغيوب وبه تفرج الكروب، ولا تنتظر شكراً من أحدٍ ، ويكفي ثواب الصمد.

وما عليك ممن جحد ، وحقد وحسد ، هكذا كن شعلة من النشاط الإيماني.

لا تقلق أو تخف وأترك المستقبل حتى يأتي ، ولا تهتم بالغد، لأنك إذا أصبحت يهمك صلح غيرك ، وطهر قلبك من الحسد ، ونقه من الحقد، وأخرج منه البغضاء ، وأنزل منه الشحناء ، واعتزل الناس إلا من خير ، وكن جليس بيتك ، وأقبل على شأنك ، وقلل من المخالطة ، واعلم أن الكتاب أحسن الأصحاب ، فسامر الكتب ، وصاحب العلم ، ورافق المعرفة ، فالكون بُني على النظام ، فعليك بالترتيب في ملبسك وبيتك ومكتبك وواجبك.

لا تقلق أو تخف ، وأخرج إلى الفضاء ، وطالع الحدائق الغناء ، وتفرج في خلق الباري وإبداع الخالق ، وعليك بالمشي والرياضة ، وأجتنب الكسل والخمول ، وأهجر الفراغ والبطالة، وأقرأ التاريخ ، وتفكر في عجائبه ، وتدبر غرائبه ، واستمتع بقصصه وأخباره ، وجدد حياتك، ونوع أساليب معيشتك، وغيّر من الروتين الذي تعيشه، واعتني بنظافة ثوبك ، وحسن رائحتك وترتيب مظهرك ، مع السواك والطيب ، وهكذا يريدك الإسلام.

لا تقلق أو تخف ، ولا تقرأ بعض الكتب التي تربي التشاؤم والإحباط واليأس والقنوط والقلق ، وتذكر أن ربك واسع المغفرة ، يقبل التوبة ، ويعفو عن عباده ، ويبدل السيئات حسنات ، واشكر ربك على نعمة الدين والعقل والعافية والستر والسمع والبصر والرزق وغيرها ، ألا تعلم أن في الناس من فقد عقله أو صحته أو هو محبوس أو مشلول أو مبتلى ، وعش مع القرآن الكريم حفظاً وتلاوة وسماعاً وتدبراً فإنه من أعظم العلاج لطرد القلق والحزن والهم ، وتوكل على الله ، وفوض الأمر إليه وأرض بحكمه، والجأ إليه، واعتمد عليه فهو حسبك وكافيك وإلى لقاء متجدد والله الموفق المسدد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد