شكري عبدالغني الزعيتري
جريمة اختطاف (لأطفال ) حزت في القلوب وأوغرت بألم في الصدور بان تعرض أصحابها لعملية اختطاف . ونساء ضعيفات اخزي كل يمني شريف وكل وطني وكل إنسان يحمل معاني الإنسانية وأخجلهم وجرح رجولتهم وطوقهم بالحزن الشديد أن يقتلن ويمثل بجثثهن .. فالطفل اينا 3 أعوام وأخوه الطفل سيمونت 4 أعوام وأختيهما الطفلة ليبيا عامان ووالديهما الأم سابتا هنشل 30 عاما والأب يوهنس 35 عاما والذين اختطفوا في وضح النهار يوم الجمعة قبل الماضية . والنسوة الممرضة ريتا ستومب 25 عاما والممرضة انيتا جرون والد 27 عاما والمدرسة بوفت ستغيوم 22 عاما اللاتي وجدن جثث هامة في احد وديان محافظة صعدة بوادي نشور بمديرية الصفراء وقد قام المجرمين القتلة بعد قتلهن بالتمثيل بجثثهن . إذ كن قد جئن إلي اليمن لخدمة أبناء الشعب اليمني ولأداء خدماتهن المهنية (التمريض) حيث كن يعملن في مستشفي الجمهوري بمحافظة صعدة لخدمة أبناء المحافظة بتقديم لهم خدمات انسانية (التمريض) .. فيكون رد المعروف والإحسان القتل لهن وزهق أرواحهن من قبل منبوذين مجرمين قاموا بعملية إجرام وبكل ما تختزنه كلمة الإجرام من معاني لا إنسانية (القسوة والوحشية وإراقة دماء الأبرياء وانعدام كل مشاعر الرحمة والرأفة واختزان كل الشر والخبث ) .. فأمام هذا الجرم والجريمة النكراء نتسأل لأولئك المجرمين ومن قبلهم ممن أجرموا إذ نقول لهم : من أي منطلقات تنطلقون لفعل جرائمكم النكراء ...؟ فلا الدين الإسلامي الحنيف يسمح بمثل أفعالكم المقترفة بحق الأبرياء إذ يحرم قتل النفس البشرية بدون وجه حق مهما كانت ديانة وعرق ووطن الإنسان فليس مبررا لقتله لقول الله تعالي : (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (سورة المائدة 32 ).. كما ولا يرضى العرف اليمني باختطاف الأطفال وقتل النساء العرف الذي تراكم علي مدى تاريخ اليمنيين . فما عرف عن اليمن منذ القدم بأنها منبع العروبة الأصل عرف عن اليمنيين بأنهم أصل العروبة وعرف عن العرب الاتصاف بحسن إكرام الضيف وبشيم الرجولة العربية التي تحمل معاني الشجاعة والتحلي بالود و الرحمة والفعل للخير والكرم .. والتحلي بمكارم الأخلاق الفاضلة في المعاملات مع الغير والتي ترتكز علي الاحترام لذات الآخرين وتقدير مشاعرهم من خلال ممارسة كل تعامل يصون إنسانية الإنسان بصرف النظر عن دينه وعرقه وانتمائه للأرض وغير ذلك من صفات العروبة التي تمتد لتكون صفات لدي السواد الأعظم من أبناء المجتمع اليمني عامة من شماله إلي جنوبه ومن شرقه إلي غربة والذين لا يرضون ويرفضون أي اختطاف أو قتل مباشر للغير حتى وان كان قصاصا وحقا لدى الغير قتل ذي قربة فيذهب لأخذ الثار ويخطط لقتل غيره قاتل ذي قربه من منطلق القصاص لان الأخذ بالقصاص تقوم به مؤسسات قضائية وأمنية وهي من تتولي إحقاق الحق لأصحابه وفق الشرع والقانون لدرء الفوضى فما بلكم أن يخطف ويقتل برئ هذا أفدح ضرر وأنكر فعلا لدي المجتمع اليمني . .. كما انه ترفض إنسانية الإنسان التي فطرها الله تعالي في ابن ادم وتحمل صفات اجتماعية ومنها : الميل الاجتماعي .. الحب.. الود .. الرحمة.. الخير.. التسامح.. والعاطفة... وكثير من الصفات الإنسانية الطيبة التي تتوافق مع فطرة الإنسان كمخلوق اجتماعي حيث وقد غرس الله سبحانه وتعالي في النفس الإنسانية الميل لتقديس قيم الأخلاق وحب فضائل الإعمال . نخلص إلي القول بان الدين والعرف وان المجتمع والإنسانية يرفضون جريمة الاختطاف ويحرمون قتل الأبرياء من الرجال فما بلكم باختطاف الأطفال والنساء وقتلهم فان من يفعل هذا فانه يتحمل جريمة نكراء ويحمل أسرته وأبنائه العار والخزي . ونسال بسؤال آخر موجه لكل مجرم سواء ممن قام سابقا بعملية اختطاف وقتل في الماضي أو ممن يخطط له عقلة المريض وتفكيره الملوث مستقبلا لعمل إجرامي منبوذ ومرفوض نقول لهم : ماذا ستجنون كثمار أفعال جرائمكم النكراء (الاختطافات والقتل للغير من الأفراد الأبرياء والذهاب بذلك للإضرار بسمعة الوطن اليمني الموحد والذي يعكس بالإضرار بمصالح الشعب اليمني سوى الندم ونار جهنم وبئس المصير الذي ستئولون إليه إذ قد وعدكم الله تعالي بالعذاب والمهانة لقوله تعالي : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (سورة النساء : 93 ). وأخيرا نقول لكل مجرم خبيث ووحش اختطف أو قتل من اختطفه مهما كانت أسبابك ودوافعك فجريمتك مرفوضة .. مرفوضة .. مرفوضة دينا وعرفا .. و مرفوضة مجتمعا وإنسانية
Shukri_alzoatree@yahoo.com