;

من صدقك لا من صدقك 1289

2009-06-28 07:27:09

علي الصباحي

من الطبيعي أن كل منا له أصدقاء كثر سواء كانوا أصدقاء الطفولة أو الدراسة اوالعمل أو من أماكن أخرى بعيدة تعرفت عليهم سواء في حلك أو ترحلك, المهم انك مدون في دفترك الخاص أرقاما عدة أو في ذاكرة هاتفك لتتواصل معهم بين حين واخرباختلاف مشاربهم وتوجهاتهم, قد تغتر بكثرة الأصدقاء وربما فتحت لهم أو لأحدهم - بحسن نية-قلبك وتظن انه مثلما أنت من الصدق والإخلاص والوفاء وصيانة الصداقة !!وقد تستشيره في عمل ما أو موقف ما...الخ وقد تقف مع أصدقائك أو صديقك بكل إخلاص وتفان وهمة لتنقذه من موقف محرج أو تخرجه من مشكلة وقع بها وقد تخسر أحبابا من اجل وفائك لهذا الصديق وقد وقد وقد ...الخ

إلا انك مع الزمن وتقلباته قد تقع في مشكلة ما أو مصيبة ما لتكتشف مؤخرا أن هذا الصديق الذي ضحيت من اجله وبذلت كل مافي وسعك لإنقاذه يتنكر لك ولمعروفك ولصداقتك الخالصة وكأنه لم يعرفك إلا( توا)؟؟!! فتتحسر وتعض أصابع الندم في وقت لا ندم فيه !!ولهذا صدق القائل جزا الله المصائب عني كل خير :عرفتني صديقي من عدوي !! وهذا ينطبق على كل أنواع الصداقات الدنيوية ( السياسية والاجتماعية...الخ)على المعمورة!!

من هنا تميز بين الصديق المزيف صديق المصلحة الضيقة الرخيصة صديق السراء فقط والصديق الحقيقي الذي تمثل معنى الإخلاص في الصداقة في السراء والضراء !! فالأول يصور لك كل شئ ( عال العال )ولا يخالفك الرأي ويتمتم على كل كلمة تقولها وهو يعلم علم اليقين انه كاذب ومخادع لك كالثعلب المكار ديدنه نعم ولا يجرأ أن يقول لك في أي موقف يضرك لا وان كنت مخطئا وهو على علم بذلك !لان همه إرضائك بغض النظر عن أي عاقبة تترتب عليك بينما الصديق الثاني يشاركك همومك وينقل لك عيوبك لتتلاشاها ويرشدك إلى الصواب ودروبه من اجل مصلحتك أنت لا من اجل مصلحته هو, يقف في وجهك أحيانا ويقول لك لا وقد ينهرك لخوفه وحفاظه عليك وقد تزعل منه وتتضجر من أسلوبه معك لتكتشف في نهاية المطاف انه الصديق الصادق الذي صدقك ( بفتح الدال)!

فالصديق هو من صدقك لا من صدقك ( بتشديد الدال الثانية) الصديق هو من ينظر إلى مصلحتك بنفس النظرة إلى مصلحته هو, الصديق الحقيقي هو الذي يقف بجوارك ويشد من أزرك أثناء تعثرك وليس من يتوارى عنك في مثل هذه المواقف ويلغي المودة التي كان يظهرهاامامك زيفا وزورا ثم يتوارى ليرجع إلى مكانه الطبيعي في خانة أللآم وينسى ويتناسى كل ما بذلت في سبيله ومن اجله لأنه في الحقيقة والطبع كل ما أوغلت في إكرامه في جميع النواحي يزداد لؤماوخساسة ونذالة لا يؤثر فيه ولا معه شئ وصدق الشاعر في قوله : إن أنت أكرمت الكريم ملكته : وان أكرمت اللئيم تمرد!!!

لكن الصديق الكريم في صداقته وإخلاصه وان صدرت منه لسعة فهو بمثابة النحلة التي قد تلسعك لتحصل منها أخيرا العسل, إلا انه يبقى ( الصديق الصادق ) في إخلاصه لك لا يتغير بتغير الزمن وتقلباته ومصائبه سواء في ساعة الهم و الحزن أو الفرح والسرور وهكذا دواليك (سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا - تحويلا)..

ختاما نقول إن الصديق هو من صدقك لا من صدقك واتق شر من أحسنت إليه فقد يهوي بك إلى مكان سحيق ويضعك في مهب الريح ويتوارى عنك كالذباب أثناء اشتداد الرياح!!

Alsabahi77@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد