عصام المطري
في التعدد والتنوع الفكري والثقافي ألم يبعث على الحسرة والندم على مستقبل الأمة، وكيف تمزقت شذراً مدراً إلاَّ أن هنالك أمل من هذا الألم تتمثل باقتدار وطننا الحبيب على رعاية الحرية الفكرية والثقافية خير الرعاية ، مثلما تمكنا من رعاية التعدد والتنوع السياسي والحرية السياسية ، وهذا ما يؤهلنا إلى لعب دور أساسي في المنطقة العربية.
فالحرية الفكرية والثقافية حق من حقوق الإنسانية المعنية وحق من حقوق المواطنة- بفتح الطاء- ولا يرتضي الدين الإسلامي الحنيف أن تقوم وحدتنا على غش ثقافي وفكري وسياسي واجتماعي ذلك لأن الإسلام يريد وحدة على منهاج الإسلام الحر النقي حيث دعا الإسلام إلى ضمان حق الحرية الدينية والتعدد والتنوع الديني والعبادي قال الله سبحانه وتعالى في آي الذكر الحكيم "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " ، فالدخول في الإسلام لا يكون على سبيل الإكراه بل باقتناع تام وكامل.
وفي خروج المظاهرات السياسية وأعمال الشغب في الجنوب ألم يبعث على الحزن والأسى بيد أن الأمل ينبعث من وسط ركام الألم، قتلك التظاهرات السياسية وأعمال الشغب تعزز من وجودنا الديمقراطي ونهجنا الديمقراطي الحكيم في التعاطي والتعامل معها ، فلن يصل بنا الأمر إلى مواجهة تلك المظاهرات وأعمال الشغب بالقوة المسلحة ، إنما لمواجهة بمزيد من إطلاق الحريات وتعزيز مكانتنا أمام الرأي العالمي السياسي الخارجي فالتظاهرات السياسية وأعمال الشغب الحادثة في الجنوب ظاهرة صحيحة ودليل دامغ على عيش الوطن اليمني حالة من الديمقراطية الفسيحة ، واللازم الديمقراطية الصارمة.
وفي إرتفاع أسعار الغاز ألم يبعث على الرتابة والحيرة إلا أن هنالك أمل من هذا الألم متمثل في أن يكتب الله عز وجل ثبات الشعب اليمني في ميزان حسناته يوم القيامة ، وأن يؤجر على هذا الصبر المرير على لقمة العيش واستهدافها ، فنحن ممكن أن نضحي من أجل أن تتحسن إيرادات الدولة لا أن تذهب تلك الزيادة السعرية إلى كروش الفاسدين المتنفذين في أجهزة الدولة، وهذه نصيحة تفيد الشعب اليمني الأبي.
وفي مصادرة حقوق الصحافة ألم يبعث على الحزن والأسى لكن هناك أمل من هذا الألم مفاده أن تجربتنا وليدة ، وأن مصادرة حق الصحافة بتوقيف بعض الصحف الأهلية والحزبية عن الصدور من حق وزارة الإعلام ما دامت تلك الصحف قد خرجت عن المألوف ، وصادرت حقيقة الثوابت الدينية والوطنية وساندت دعاة الانفصال ليأتي عن طريق تمرير مشاريع الخيانة الوطنية، فمنعها من الصدور فيه الكثير من الصحوة ومن التغطية للنظام السياسي القائم الذي يعد نظاماً سموحاً متعافياً.
وفي تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات ألمُُ يبعث على الحسرة والندم على مستقبل الوطن الذي يظهر أجيالاً غشاشة ليس لها مستوى علمي يذكر، وهي خائنة لوطنها لأنها خانت الأمانة الموكلة إليها هذا فضلاً عن أنها تعد فئة ضالة تمكنت من إفساد أخلاق المعلمين من ضعفا ءالنفوس إلا أن لهذا الألم أمل يتمثل في أن تفشي ظاهرة الغش تعرية للمجتمع اليمني ودليل ابتعاده عن الله عز وجل قال الله سبحانه وتعالى في آي الذكر المبين "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس لنذيقهم بعض الذي عملوا"، فظاهرة الغش الامتحاني لطلابنا في المرحلتين الأساسية والثانوية تعد فساداً محضاً ظهر وتفشى بما كسبت أيدي الناس ليذيقنا الله عز وجل بعض الذي عملنا وليس الكل ، وهو متمثل بحصولنا على أجيال فاسدين لا يقدرون المسؤولية ويسعون في الأرض فساداً فلا يمكن أن نستفيد منهم في مسألة التنمية الشاملة ، وفي بناء الوطن ذلكم أنهم عناصر فاسدة ستراعي الفساد والمفسدين.
وفي تفشي ظاهرة التسول وكثرة المتسولين في المساجد والشوارع والطرقات ألمُ يبعثه الحزن والأسى بيد أن له أمل متمثل في أظهار تماسك المجتمع والتكافل الاجتماعي المعيشي وأمل وطموح فيما عند الله سبحانه وتعالى من الأجر الوفير لقاء الانفاق بسخاء على هؤلاء المتسولين ، فالإيمان يقتضي الإنفاق بسخاء مما رزقنا الله سبحانه تعالى، فقد جعله الله سبحانه وتعالى شرطاً من شروط التقوى والانفاق في سبيل الله علامة من علامات التقوى قال الله سبحانه وتعالى في آي الذكر الحكيم في سورة البقرة مؤكداً على هذا المعنى :"ألم.ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة، ومما رزقناهم ينفقون"، وإلى لقاء متجدد بحول الله ومشيئته وقوته والله المستعان.