د.يوسف الحاضري
تمر بلادنا الحبيبة هذه الأيام بموجة اضطرابات شديدة ولكن هذه المرة ليست في السياسة وإنما في التعليم حيث تشارف الامتحانات الأساسية والثانوية الوزارية على الوصول إلى منتصف المشوار , ولأن الجميع في بلدي الحبيب من طلاب وطالبات يسعون وراء النتائج العالية بشتى الطرق خاصة فيما يتعلق بطلاب المرحلة الثانوية لأن هذه السنة والدرجات التي سيحصلون عليها هي التي ستحدد مستقبلهم القادم إما إلى الدراسة في الجامعات العالمية والعربية او إلى الجامعات اليمنية ولتجنبهم الانضمام إلى الشارع كبطالة فوق البطالة المتواجدة حاليا في البلاد,وبعيدا عن هذه القراءة العامة التي دائما أحب أن أبدأ بها كتاباتي حيث أني أريد أن أسلط الضوء في هذه الزاوية على المدرس ( المراقب ) في قاعات الاختبارات , ولأني خلال هذه الفترة أتواصل من السعودية بشكل شبة يومي مع الأهل والأصدقاء في اليمن خاصة الذين يخوضون غمار بحر الاختبارات هذه الفترة لأطمئن على سير أمورهم فقد استوقفني حديث أجريته مع أحد الأصدقاء المدرسين حيث تناولنا موضوع المراقبة هذه الأيام وكيفية تشديدها من عدمه فقال لي بالنسبة لي فأنا أقوم بواجبي على أكمل وجه (دون أن يوضح لي معنى الكمال في جملتة ) ثم استطرق قائلا لكن المشكلة أننا نحن المدرسين مظلومون من الوزارة ظلماً مجحفاً لا مثيل له , فقلت لة وما السبب قال يتم إعطاؤنا بدل المراقبة اليومي 250ريال يمني (ما يعادل دولار وربع الدولار) فتبسمت ضاحكا وقلت مازحا (أما تكفيك تخزينة يوم!) , ثم استطرق في الحديث قائلا والمشكلة الأعظم أن الطلاب بدؤوا في منافسة الوزارة وبأربعة أضعاف , فالطالب مستعد أن يدفع في اليوم 1000ريال مقابل المساعدة وانت قارن بين هذا وذاك ( الوزارة تعطينا 250ريال يوميا ) والقاعة بها 20طالباً وكل واحد مستعد أن يدفع 1000 ريال يوميا يعني 20 الف ريال لأثنين من المدرسين المراقبين فهل هناك كرم أكبر من هذا الكرم ثم أختتم حديثة بحسرة قائلا ولكن ضمائرنا تقف حائلا أمام متطلبات حياتنا فنرضيها قبل أن نفكر في حاجياتنا , لم أعلق على كلامه تلك اللحظة لأني عارف ان الحديث سيطول والوحدات في تلفوني ستقطع الحديث في أي لحظة ففضلت أن أتم الحديث على جنبات هذه الصحيفة الرائعة التي تحاكي مشاكل جميع الناس في بلادي الحبيب , نعم يا صديقي الضمير الحي لابد أن يكون يقظاً خاصة خلال هذه الفترة لكي يأخذ كل طالب حقه ويجني ما زرعه خلال الأيام والأشهر والأعوام وأن يأخذ كل طالب الحق الشرعي له دون ظلم سواء في الزيادة أو النقصان ,ووجودكم الحازم هام وضروري لتديروا العملية التربوية وتخرجوها من مأزقها ومشاكلها التي تعصف بنتاج التربية والتعليم خلال السنوات الأخيرة فأنتم أمل هذا اليمن الحبيب لإخراجها من أزماتها من خلال التنشئة الصحيحة لأبناء هذا الوطن الحبيب , ولكن في المقابل أتمنى على القائمين على الوزارة ان يأخذوا حديثي بمحمل الجد إن كانوا يريدون مصداقية واضحة في مسيرة الاختبارات فبالله عليك يا وزير التربية والتعليم بالله عليكم يا وكلائه الأكارم بالله عليكم جميعا ماذا تعني 250 ريال في وقت أصبح الطفل عندنا لا يرضى بها (( حق جعالة )) , كيف تريدون من المدرسين الإخلاص في تسيير العملية الأمتحانية وانتم لم توفوا معهم قيد أنملة , نعم هناك من المدرسين من سيربط على بطنه بالحجر والحجرين وسيقاوم إغراءات الطالب لكي يرجع إلى البيت وإلى أبنائه مرتاح القلب والضمير ولكن هناك من المدرسين من لا يجد هذه الأحجار ليربط بها بطنة ويرضخ لمطالب العصر ويقبل بإكرامية الطالب وهذا على حساب طالب آخر فهذا طالب يجد ويجتهد من بداية السنة ويجني ما كد جسمه وأرهق عقلة أما الآخر فبمجرد ما يهز جيبه يأتي بالدرجات والنتائج ( ولا نلومهم ) بل نلومكم أنتم ياوزارتنا التعليمية فاهتموا بالمعلمين وأكرموهم يعطوكم نتاجين ( نتاج تعليمي ونتاج رقابي ) واتركوا السفريات بدلاتها والسيارات الفارهة والإكراميات اللامستحقة للأشخاص الغير مستحقين ووظفوا هذه الأموال لما وضعت لها , فأنتم تحملون أمانة ومسئولين عنها يوم القيامة وسيكون الحساب عسيرا وشديدا ولن تنفعكم هذه الأموال على الإطلاق بل ستكوى بها جباهكم وظهوركم والله من وراء القصد )).<
Yusef_alhadree@hotmail.com