محمد علي خالد
تعد آفة المخدرات من أكثر الآفات التي تهدد المجتمع ولذلك فإن الجهود التي تقوم بها وزارة الداخلية في الجمهورية اليمنية للحفاظ على المجتمع من هذه الآفة وما يترتب على الوقوع فيها واضحة وجلية سواء من خلال العمليات الوقائية واحتواء جرائم التهريب والترويج قبل وقوعها أو التعامل معها بعد الكشف عنها..هذه الجهود تنطلق برؤى ثاقبة وخطط مدروسة تمتزج بتأهيل جيد للكوادر وخبرة طويلة للعاملين أهلتهم للوصول إلى نجاحات كبيرة بفضل الله سبحانه وتعالى ويقظة الأجهزة الأمنية والعسكرية وتعاون كافة الأجهزة ومختلف شرائح المجتمع يتضح ذلك من خلال الكميات المضبوطة خلال العام 2008م والتي بلغت 26 طناً و330 كيلو جراماً من الحشيش و13 مليوناً 406 آلاف حبه مخدرة ، وخلال النصف الأول من هذا العام تم ضبط طنين و225 كيلو من مادة الحشيش المخدر وأكثر من مليونين و790 ألف حبه مخدرات وهذا يعد نجاحاً باهراً ومتميزاً للأجهزة الأمنية في بلادنا.
هذا لا شك أمر خطير يؤكد على أن وطننا الغالي يواجه حرباً مستترة لا يعلم عنها إلا القليل من المطلعين والمتابعين وهدفها على وجه الخصوص فئة الشباب، ووزارة الداخلية بقيادة وزيرها اللواء الركن مطهر رشاد المصري ورجال الأمن المخلصين تواصل جهودها نحو القضاء على الخلايا المستوردة والمهربة لتلك السموم عبر الأراضي اليمنية وهنا يقع على المجتمع والإعلام بكافة أنواعه مسؤولية كبيرة نحو التوعية بأضرار المخدرات وما شكله من تهديد أمني واقتصادي واجتماعي على اليمن .
ونرى أن تشكيل لجنة وطنية لمكافحة المخدرات برئاسة وزير الداخلية وتضم اللجنة في عضويتها وزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب والرياضية كونهما أهم قطاعين مرتبطين بالشباب بشكل مباشر ومن خلال مسؤوليتهما المشتركة عن الطلاب والشباب ولاشك أن المسؤولية عليهما كبيرة وذلك في جانب التوعية الوقائية من خلال النشاطات والبرامج في مجال التوعية والتعليم الوقائي يضاف إليهما وزارة التعليم العالي ممثلة بالجامعات والمواصلات وتقنية المعلومات وشركات الاتصالات لذا فإن الأمل كبير في تلك الوزارات أن تهتم بهذا الجانب من خلال تفعيل التوعية بأضرار المخدرات من خلال المراكز والمخيمات الصيفية ومناشطها الموجهة للشباب وفي ظل الثورة التقنية هناك الكثير من الأفكار لتطوير البرامج التوعوية لتصل لمستهدفيها بشكل جديد فعال.<