نبيل مصطفى الدفعي
العديد من رؤساء ومسئولي المرافق والمؤسسات الكبيرة خاصة التي تظم عدد كبير من المنتسبين العاملين فيها يواظبون بشكل دائم على الحضور والمشاركة في مختلف الفعاليات التي يقيمها أو اجتماعات موسعة. ولا ظهار مدى اهتمامهم ورعايتهم للعمل والعمال في مرفقهم ومدى رضى القيادة العليا عنهم والإشادة بنجاحهم من خلال الجهود المخلصة التي يبذلونها وللوصول إلى هدف تلميع أنفسهم أمام الآخرين كما قلت دائماً ما يقوم أمثال هؤلاء من رؤساء المرافق والمؤسسات إلى إلقاء الخطب والكلمات خلال مشاركتهم في هذه الفعاليات وفي كل مرة يحمل خطابهم أو كلماتها التي دائماً ما تتجاوز ساعة زمنية نفس المحتوى والهدف المراد الوصول إليه ناهيك في بعض المرات لنسيانهم الهدف من تنظيم تلك الفعالية أو ذاك الاجتماع كل ذلك من أجل الوصول نحو غايتهم وتحسين صورهم أمام منتسبي مرفقهم أو مؤسستهم غير مباليين أن من حضر هذه الفعالية أو تلك والجالس أمامهم هم مرفقهم ومؤسستهم وشريكين معهم في العمل وعلى علم بكل مجريات الأمور في المرفق أو المؤسسة بما في ذلك سلوك وتصرفات المسؤولين أو رؤساء المرفق وأن التغني أو التفاخر التي يعمد هذا المسؤول أو ذاك بنسبها إليه أكانت فيما يخص النجاحات أو التصرفات والسلوك الرفيع خلال قيادته لهذا المرفق أو المؤسسة خلال أشارته لها في كلمته أو خطابه في أي فعالية هو عكس ذلك يدفع كل الحاضرين المستمعين وغير المستمعين يتقززون منه بل ويفقد احترامه وثقفتهم به.
وفي بعض الأحيان يلجأ هؤلاء المسؤولين إلى التوجيه بأغلاق القاعات خلال القأ كلماتهم حتى لا يغادر الحاضرون القاعة لشعورهم بعدم مصداقيتهم ولكن يفشل التوجيه ويغادر الحاضرون القاعات. كل ذلك بسبب عدم دراية وعلم هذا المسؤول بما شعر به الحاضرون تجاهه وأن ما يسلكه في عمله كلياً هو عكس ما يتحدث به وهذا ما يجعل عمله القيادي وكلل بالفشل الذريع وأن النجاحات التي يتحدث عنها هي من صميم مخيلته.
أن ذلك يذكرني بحكاية الراهب التي كان يعيش وسط الروابي الخضر وكانت جميع الحيوانات، تأتي إليه من كل مكان وكان نقي الروح أبيض القلب وكان يحدثها وهي تصغي إليه فرحة مستبشرة وبودها أن تتقرب منه وتظل معه حتى مغرب الشمس . وذات يوم كان يتحدث عن الود والألفة والمحبة فسأله النمر تكلمنا عن الحب فكلمنا أيها السيد عن رفيقة حياتك وأولادك أين هم؟ فأجاب الراهب ليس لدي رفيقة حياة ولا أولاد.. ارتفعت عند ذاك صيحة وهشة كبرى من جميع الحيوانات الموجودة وراحوا يتهامسون فيما بينهم كيف يستطيع أن يحدثنا عن الألفة والحب في وقت لا يعرف به شيئاً عنهم. وأنصرف جميعهم بهدوء وتركوه وحيداً وهم له مزدرون والله من وراء القصد.<