عصام المطري
الوحدة دمٌ يجري في عروقنا ، وهي العين التي ننظر بها والأذن التي نسمع بها، وهي أيضاً الرجل التي نمشي بها، وهي اليد التي نبطش بها، وهي العقل الذي نفكر به، والنفس التي نعيش فيها ، وهي عندنا أغلى من أبنائنا وأهلنا ، مهرناها بالدماء الزكية الطاهرة في حرب الردة والانفصال حينما أب ثلة من العملاء إلا أن يعلنوا الانفصال ، ويدعون للفرقة بعد الاجتماع ، الرسول والنبي الأمي عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم تعوذ من الفرقة بعد الاجتماع حين قال في الدعاء : "اللهم إني أعوذبك من الحور بعد الكدر ، ومن النقصان بعد الزيادة ، ومن الفرقة بعد الاجتماع".
لقد دخلت اليمن مرحلة جديدة من البناء والإعمار- الوطني الراشد تمثل في قيام الجمهورية اليمنية الفتية في الثاني والعشرين من مايو المجيد عام 1990م حينما رفع علمها فخامة الرمز علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية -حفظه الله ورعاه - من محافظة عدن الباسلة ، ومنذ ذلك التاريخ اليمن تعيش في ظل وحدته المباركة أياماً جميلة ، فلقد التقت الأم بابنها ، والأخ بأخيه ، وابن العم بابن عمه إلا أن الوحدة اليمنية المباركة واجهت العديد من التحديات ، والكثير من التآمرات بهدف إعادة الانفصال ، فقد كان لهم ذلك في عام 1994م وعقب الانتخابات النيابية في عام 1993م التي حجمت الاشتراكيين فما كان منهم إلا أن اختلقوا أزمة سياسية حادة، والاعتكاف السياسي الشهير للخائن / علي سالم البيض الذي فجر الحرب في الخامس من مايو عام 1994 حيث هبت مجاميع الناس في المحافظات الشمالية والجنوبية -تدافع عن الوحدة اليمنية المباركة ، وتم إعلان الانفصال من محافظة حضرموت إلا أن قواتنا المسلحة والأمن البواسل ، وقوات الشعب اليمني كانت لهذا المخطط بالمرصاد وانتصرت للوحدة والديمقراطية في السابع من يوليو العظيم عام 1994م تحت ظل القيادة السياسية الفتية ممثلة بابن اليمن البار فخامة المشير علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية -حفظه الله ورعاه - ، فالجندي وحدوي، والمعلم وحدوي، والطبيب وحدوي وكافة شرائح المجتمع وحدويون، فلقد تجذرت الوحدة الوطنية المباركة في قلوب اليمنيين وهي راسخة رسوخ الجبال الرواسي ، فنحن وحدويون ضد الانفصاليين ، ونعشق الوحدة اليمنية المباركة ذلكم أنها منبع الماء الذي نشرب منه.
إن الدعوات المحمومة "النشأة" التي تطالب بالانفصال إنما هي شرذمة وفئة ضالة سيردعها استخدام القوة ، فلقد بلغ السيل الزبى، ونحن نصبر على تلك الفئة الضالة التي تحاول شق صف الوحدة، وشق صف الولاء الوطني ، فلا بديل عن الوحدة سوى الموت، فنحن نرفع ذلك الشعار الذي رفعه مؤسس نهضة اليمن الحديث فخامة الرمز المشير / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية - حفظه الله ورعاه- والمتمثل بالشعار التالي: "الوحدة أو الموت"، فلا بديل عن الوحدة اليمنية المباركة سوى الموت ذلك لأن الوحدة هي الحياة وهي التي تمدنا بتلك الحياة.
ولئن كانت الوحدة اليمنية المباركة هي قدر ومصير أمتنا اليمنية ، فإن ذلك يستدعي رص الصفوف وتوحيد الكلمة في مواجهة الأخطاء- المحدقة بوحدتنا اليمنية ، فيجب أن نكون صفاً واحداً لمواجهة دعاة الانفصال الجندي والطالب والمعلم، والطبيب،والمهندس، والصحافي والإعلامي ، والتاجر ، والمحامي يجب أن يكونوا صفاً واحداً لمواجهة الأخطار المحدقة والتحديات الماثلة التي تروم استهداف الوحدة الوطنية المباركة والله المستعان.<