;

عندما نشكو الألم 750

2009-07-01 03:48:36

محمد أمين الداهية

في هذا الزمن المر الذي طغى عليه الظلم ، والبطش واللامبالاة بالوجود البشري على هذه المعمورة نقف وقفات ، صمت وإذعان لما ستأتي به الأيام، الوجود البشري للطبقة الكادحة ، الفقيرة وكأنه لم يزل بزوال الفقر وإنما بزوال الغالبية الذين ينتمون إلى هذه الطبقة، فرحيلهم عن هذه الدنيا كان وما زال يتم بطرق مختلفة إلا أن النهاية واحدة" الموت، فمنهم من يرى في الانتحار خير وسيلة للهروب من هموم الدنيا ومشاكلها وذل الحياة الذي ترفضه أنفسهم ومنهم من نحل جسمه واهترأت قواه وتكالبت عليه الأمراض المستعصية فيبقى رهين مرضه حتى الرمق الأخير، ومنهم من قام بالقضاء على أسرته فيجهز على زوجته وأطفاله الأبرياء بأبشع الطرق الإجرامية ومن يخشى الموت من فئة الفقراء ويعجز عن مواجهة هذا الوحش، يلقى بنفسه إلى أحضان أمواج الزمن العاتية التي تتقاذف بضحيتها دون أدنى رحمة فمنهم من تلقي به الأمواج إلى أحضان الكحول والمخدرات وأسيادها من جماعات الشر، فيصبح الضحية وباءً ضاراً يفتك في جسد المجتمع ويكثف من تواجده باستقطاب المزيد من الضحايا الفارين من لعنة الفقر، وآخرون تلقى به الأمواج إلى أحضان الجماعات المتطرفة التي ترى في دمار الأوطان وقتل الأبرياء تطهيراً لهذه الأرض، وتكفيراً لخطيئاتهم، في زمن الفقر والعصيان ، وفي كلا الحالتين، يبقى المجتمع عرضة لضربات الفقر الذي يستخدم هؤلاء للقضاء على المجتمعات والعودة بها إلى زمن الطبقتين الغناء الفاحش ، والفقر المدقع بالإضافة إلى وجود قطاع الطرق، هم من الطبقة الأخيرة لكن ظروفهم تجبرهم على النيل ممن هم في مثل حالهم، لأن الوصول إلى الأغنياء سيكون صعباً جداً، وهكذا ينهش الفقراء ببعضهم هذا إن وجدوا ما ينهشونه، لقد وصل العالم اليوم إلى ذروة التطور والتقدم ، ومجتمعاتنا العربية، ما زالت تعاني داء الفقر رغم الغناء الفاحش والثروات الخيالية، التي بمقدورها إزالة مصطلح الفقر من الوجود . لكن المتنفذين وجبابرة الأرض يأبون أن تكون مجتمعاتهم العربية خالية من داء الفقر نظيفه من أوساخ الانحراف. فترى أسرة واحدة تنعم بثروات مبهرة "اللهم لا حسد" بإمكان هذه الأسرة الواحدة أن تنقذ مئات بل آلاف الأسر من جحيم الفقر ومعاناة ألم الفاقة ، هذه الثروة التي تنعم بها أسرة معينة غالباً ما تكون من المال العام ومن ثروات الأوطان التي هي في الحقيقة ملك لكل مواطن في إطار دولته ، ومن ضمن هؤلاء المواطنين فئة الفقراء الذين يزدريهم بعض الأغنياء بنظراتهم المتكبرة التي لا تدل إلا على مدى صغر أحجامهم . فيا ترى، هل سيأتي اليوم الذي يستطيع المواطن الفقير الغلبان أن ينعم ولو باليسير من ثروات وطنه . ويا ترى هل سيأتي اليوم الذي تشعر فيه الدول الثرية بمسؤوليتها تجاه شقيقاتها من الدول الفقيرة وتقدم ما يجب عليها تقديمه ، أم أن الاهتمام والتعاون مرهون بالأزمات المختلفة التي يخشى ضررها الجميع.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد