شكري عبدالغني الزعيتري
طالعتنا الأخبار الإعلامية صباح يوم أمس الثلاثاء تاريخ 30 /يونيو2009م بخبر كارثة أرجفت القلوب وجمدت الجسم وشلت تفكير العقل (برهة من الزمن) بأن طائرة إيرباص يمنية وقعت وتحطمت أثناء مغادرتها في رحلة سفر من صنعاء إلي جزر القمر ووقع ضحيتها (153 ) قتيلا منهم (142 ) قتيل يحملون جنسيات فرنسية وهم من سكان جزر القمر وعدد (11 ) قتيلا هم طاقم الطائرة يمنيين و لم ينجو به إلا طفل. وبعدها توالت التصريحات والأخبار أهمها ما صرح بها سكرتير الدولة الفرنسية نائب وزير النقل الفرنسي وجاءنا عبر قناة الجزيرة الإخبارية إذ قال ( انه سبق وان رصد المختصين الفرنسيين كثيراً من نقاط الضعف في الطائرة مما جعل السلطات الفرنسية تفرض إجراءات عديدة علي الطائرة ) ... أما نحن نقول وبصرف النظر عن الأسباب التي ستظهر لاحقا بأنه تكون دائما العواقب وخيمة عندما تكون الإدارة في حالة عدم مبالاة بكوادرها الفنية وبوجه خاص من يعملون في أقسام الصيانة الهندسية والفنية المتنوعة... و تكون العواقب وخيمة عندما لا يتم التمحيص والتدقيق والتمعن بكفاءة التأهيل والتدريب الفني العالي للكوادر الهندسية والفنية .. وعندما يكون السفر الخارجي وتحت اسم دورات تدريب للكوادر الهندسية والفنية لأجل تقاضي بدل سفر مالي .. وعندما يكون السفر الخارجي للتأهيل والتدريب الفني قائما علي أساس إهداء الدورات التأهيلية والتدريبية ويعتمد التجامل والمجاملة بان يكون المبدأ دعه يذهب يغير جو (هو صاحبنا ) .. وعندما يكون معيار الترشيح لدورات خارجية أو داخلية (الخدمة الشخصية التي يقدمها المرشح أو المصالح الشخصية ) و على أساس( انفعني أخدمك ) .. وعندما يكون تغليب الاهتمام بالكادر الإداري أكثر من الاهتمام بالكادر الهندسي والفني .. بل الأسوأ من هذا نشاط الإدارة الذي بذلته (سابقا ) وبجهد عالي ومتفاني لإخلاء سبيل وخروج الكوادر القديمة التي كانت مدربة ومؤهلة تأهيلا عاليا وخسرت عليها الشركة أموال طائلة وكانوا ذوي كفاءة عالية و شعور عالي بالمسئولية تجاه عملهم وأمام ضمائرهم ليكونون خارج الخدمة وتم استبدالهم بكوادر جديدة قليلة التأهيل الهندسي والفني وقليلين الخبرة العملية وقصور علمي الذي يعتمد علي التخصص الدقيق .. وعندما يكون الاستبدال وإدخال البدائل ليس على أساس العلم والتأهيل الهندسي والفني وإنما علي أساس (فئوي) ضيق النظرة . وتبع ذلك بأن يتم الاختيار والتكليف بالعمل وإسناده وشغله وفق معايير تبتعد عن مصلحة العمل وتبتعد عن الشعور بالمسئولية تجاه ضمان امن وسلامة رحلات سفر طيران اليمنية بل يأخذ بمعيار (الشللية والمناطقية وغيرها من المحسوبيات الضيقة ) ... وعندما يكون هم وجهد الإدارة منصب ومكتل نحو المظاهر فقط دون غيره ابتداء بضخامة مظهر الديكورات في مكاتب الشركة وفروعها ... ومرورا بلبس الموظف وربطة العنق وقصة الشعر ومشطة الروعة .. وانتهاء بأناقة المضيفات وحسن جمال وجوههن وأجسامهن الرشيقة فانه تكون العواقب (كارثية) .. ونخلص بأسف وحزن شديدين ومرارة مأساة علي القتلى وعلي سمعة الشركة للخطوط الجوية اليمنية والضرر الذي سيلحق بها كصرح اقتصادي كبير يمتلكه الوطن .. واختم حديثي بالتعليق علي مأساة الكارثة بتوجيه سؤال لعله يوقظ الضمائر ونقول : في ذمة من هؤلاء القتلى يا كابتن رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية .. وأخيرا نأمل منكم وباقي أفراد إدارتكم اخذ العبرة للمستقبل وعمل (غربلة وتنظيف عام شامل) للخروج باختيار كوادر على معايير ( العلم والخبرة والكفاءة العالية والمثابرة والاجتهاد في العطاء والعمل لدي كل موظف وخاصة الوظائف الهندسية والفنية والتحليق في الأجواء وما يرتبط مباشرة بذلك ) فاعتماد وحرص تتوافر هذه المعايير وغيرها التي تحقق المصلحة وامن وسلامة العمل والطيران في شركتكم وعليه يختارون الأفراد لإسناد العمل إليهم وخاصة عندما يتعلق الأمر بحياة الآخرين. 
