;

رجال في خنادق الدفاع عن الثورة ..الحلقة «28» 879

2009-07-01 03:53:14

علي خلفية الدور الوطني الذي تتعامل به القيادات الوطنية بصورة مباشرة مع أعداء الثورة، أشار إلى ذلك الأخ/ أحمد علي حسين في حديثة المنشور في الجزء الثاني من كتاب حصار صنعاء شهادة للتاريخ الصادر عن مركز للدراسات والبحوث بقولة: "بأن قيادات المحاور تفتقر إلى التنسيق فيما بينها، ويضيف في جانب آخر من حديثة بأن حصار صنعاء 1967 1968م كان يختلف اختلافاً جذرياً عن أي حصار سابق على الإطلاق بما في ذلك حصار عام 1948".

لذلك كان لزاماً ذكر بعض الأحداث ذات الصلة بدوري وذكرياتي لمرحلة من أهم المراحل التي عشتها.

نقم. . وطلاب الگلية الحربية

يواصل المؤلف حديثه في الدفاع عن الثورة بقوله: في ذلك الوقت كنت أحد طلاب الدفعة الثامنة للكلية الحربية، وقد تم تكليفنا بالتمركز في جبل نقم، في ثلاث سرايا لثلاثة مواقع ، وكانت كل سرية تضم فيم بينها طلاب لهم خبرة قتالية سابقة، الأولى للثورة ، ومنهم من كان يحمل رتباً عسكرية ، أقصد بذلك الضباط وصف ضباط الذين تم إلحاقهم بالكلية الحربية وفقاً لقواعد القبول المعمول بها في الكلية العسكرية وأتذكر حينها بأن مدير الكلية الحربية الأخ/ محمد علي الجبري طلب من قادة السرايا توزيع الطلبة في المواقع المحددة مع فصيلة من الطلبة الذين لهم خبرة سابقة في الجيش وأن يتم تمركزهم في آخر قمة لجبل نقم الشامخ المسيطر على كل الاتجاهات من حوله خاصة من الجهة الشرقية.

كما كانت توجيهات المدير بتجهيزهم بالأسلحة المتوسطة والخفيفة ، وبالتالي بضرورة اليقظة التامة.

وشهادة للتاريخ بأن جميع منتسبي الكلية دون استثناء لم تصدر من أحدهم أي شكوى رغم المعاناة التي عانوها خاصة عند إعداد المواقع، وكان كل واحد من الطلبة مكلف بهمة محددة وعليه واجبات كثيرة.

وقد رافق ذلك رحيل القوات العربية المصرية من اليمن التي كانت مسؤولة عن أهم المواقع الإستراتيجية التي تربط مثلث المدن الرئيسية صنعاء الحديدة تعز، ومما لاشك فيه أن القوات المصرية كانت متكاملة وتملك إمكانيات كبيرة في العتاد والعدة ، إذ بلغت أعدادها ما يزيد عن سبعين ألف مقاتل، يمثلون قوة ضاربة ، بالإضافة إلى أنها كانت تمتاز بتنظيم وحدتها وكانت التموينات لا تنقطع وكل وحدة أو فرد يحصل على استحقاقه من المؤن والغذاء في أي موقع.

بالإضافة إلى ذلك كانت المواقع التي تمركزت فيها مجهزة ويمكننا القول بأن القوات اليمنية التي حلت محل القوات المصرية كانت تمثل في حدود 10% فقط من حجم القوات التي تركت مواقعها إلا أنه كان لابد من التركيز على المواقع الهامة وذلك لشدة المعارك ومخططات أعداء الثورة لإجهاض الجمهورية ، وقد قوبل ذلك النقص بخروج المدارس والمعاهد وطلاب الكليات العسكرية والشرطة للمشاركة والتمركز في المواقع الإستراتيجية المحيطة بالعاصمة.

وكنت ممن نالهم شرف المشاركة في الدفاع عن الثورة والجمهورية الممثلة في الدفاع عن مدينة صنعاء في ملحمة السبعين.

وكانت المسؤولية كبيرة والشعور بالواجب يتزايد يوماً بعد آخر مستخدمين كل الإمكانيات المتاحة أثناء قيامنا بإعداد المواقع الجديدة، ومن ثم الاستعداد لمواجهة ما أقدم عليه أعداء الثورة خاصة بعد رحيل القوات المصرية.

وأن مواقعنا كانت شبة خالية من الإعداد بما في ذلك الذخائر والمواد الغذائية الأساسية والضرورية باستثناء بقايا تعيين خلفته القوات المصرية مثل علب الفول والسردين.

ويضيف: بأن جميع الزملاء كان همهم الأول والأخير هو الدفاع عن الثورة غير آبهين بالجوانب الآخرى، مثل عدم التنسيق وتكامل الإمداد والتموين، إضافة إلى ذلك كانت مياه الشرب غير متوفرة وكنا نعتمد على بركة مياه راكدة تبعد عن الموقع نحو كيلو متر واحد والأكثر من ذلك كانت تلك المياه ذات لون متغير وينتج عنها رائحة كريهة، تحتوي على العديد من الحشرات الميتة، ولا أبالغ أن قلت أن اللتر الواحد من تلك المياه يكفي لتلويث خزان سعته مائة لتر من المياه النقية.

ومن أبرز مظاهر تلك الفترة أن الجميع كانوا يعملون كفريق واحد وفي مهام محددة تسودهم روح العمل التعاوني في إنجاز المهام مهما كانت ، إذ أن الأعمال اليومية لا تتوقف ، فالبعض كان يقوم بأعمال حفر الخنادق ،والبعض يقوم بإمداد القوة بالعتاد والمياه والمواد الغذائية ، وآخرون يقومون بإعدادها ، إضافة إلى القيام بأعمال الدوريات الليلية وفترات النهار وكذلك تنظيف الأسلحة وتجهيزها ووضعها في مواقعها المحددة لمواجهة أعداء الثورة وفقاً للتوقعات والمعلومات التي كانت تأتي من القيادة.

واستمر العمل على هذه الوتيرة لما يزيد عن أسبوعين حينها كان قائد الموقع الأخ/ عبدالرحمن فايع الذي كان برتبة ملازم أول وكان يتميز بالنشاط والحركة وتفاعله مع الآخرين الدفع بهم لمواجهة الاحتمالات ويزيد من معنوية المقاتلين، وكان رحمه الله يعمل معظم الواجبات بيده وكنا نشعر حينها بأنه زميل وليس قائداً يصدر التوجيهات.

وأتذكر بأن الأخ/ عبدالرحمن كان يقوم بشرح كامل ومفصل لكل مهمة جديدة، خاصة عندما يتم الاستعداد للقيام بغارة على مواقع العدو بهدف أخذ الأسلحة التي كان يقصف موقعنا بها ، وكان يقوم بذلك قبل استلام التوجيهات النهائية من الأخ مدير الكلية الحربية، وكان رحمه الله يضع نفسه في مقدمة الجميع مستخدما ذلك الأسلوب أو مبدأ " اتبعني وليس تقدم إلى الإمام" كما هو متبع في أساليب القتال والتدريب والتكتيك العسكري في بلدان المعسكر الاشتراكي.

ولا يغيب عن الذهن أن الأخ/ محمد الجبري كان يحمل من الصفات العسكرية الكثير إذ كان مثالاً للشجاعة والقدرة الإدارية في إدارة من حوله من جنود وطلبة ، كما كان يقوم بإعداد الخطط للعمليات التي يعتمد في تنفيذها على مبدأ المناورة وليس أسلوب القتال، كما كان يتميز بهدوء أعصابه ورباطة جأشه في كل تصرفاته.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد