;

رجال في خنادق الدفاع عن الثورة ..الحلقة «29» 775

2009-07-02 04:40:31

حركة الخامس من نوفمبر 1967م

تحت هذا العنوان يواصل المؤلف حديثه عن أبطال الثورة بالقول :

بعد مرور ما يقرب من أسبوعين، ونحن نتمركز في مواقعنا لم يحدث أي مجابهة مع العدو وفي اليوم الرابع من شهر نوفمبر 1967م وفي ليلة اليوم الخامس قام الأخ/ مدير الكلية / محمد الجبري باستدعاء عدد من الطلبة ، وفي حدود فصيلتين من المشاة ، وتم تحديده نقطة التجمع في أسفل جبل نقم من الجهة الغربية عند مثلث الطرق التي تربط صنعاء ونقم وطريق خولان وسنحان وعند وصول الطلبة قام الأخ مدير الكلية بشرح المهمة التي سنقوم بها، وبعد أن تم شرحه طلبت منه بعد الإستئذان معرفة طبيعة المهمة وأهدافها تماماً، وبالتالي تجنب الغموض، ولمزيد من الحقيقة فقد كان الغموض يسيطر على المهمة وطبيعتها.

ونحن مجاميع من الشباب المؤمن والملتزم بالثورة وأهدافها وخوفنا من أي انحراف قد يحصل أو يدفع من استغلال الحماس لتحقيق أهداف وطموحات خارجة عن مسيرة الدفاع عن الثورة والجمهورية.

ونتيجة لذلك تدخل الأخ/ صالح السنباني قائد السرية الأولى في نقم مجيباً على استفساري بقوله: أنتم طلبة وعليكم تنفيذ الأوامر ، وتدخل بعض الزملاء بقولهم نعم، ولكن تلك المتعلقة بالجوانب العسكرية فقط.

وزادت بعدها التساؤلات من كثير من الطلبة مستغربين من كلام قائد السرية السنباني ، فما كان من الأخ/ الجبري إلا أن تدخل طالباً من الجميع السكوت مضيفاً بقوله: أنتم طلبة على وعي وثقافة تميزكم عن الآخرين ومهمتكم مصلحة البلاد والمحافظة على الثورة والجمهورية وأهدافها، وبالتالي أن تكونوا على علم بطبيعة المهمة التي سنقوم بها وهي عبارة عن حركة تصحيحية لدعم الثورة والجمهورية، تدهور ملحوظ وأن كل قادة الوحدات العسكرية والوطنيين من أبناء الشعب مثقفين ومشائخ على علم وإدراك بضرورة تصحيح وتجديد هوية الثورة لمواجهة ما يخطط له أعداء الثورة خاصة بعد رحيل القوات العربية من اليمن.

بعد ذلك تغير الموقف ليختفي الغموض ويقتنع الجميع ، ثم أصدر توجيهات بالتحرك إلى معسكر الكتيبة السادسة مدرع الذي يقع في طريق صنعاء الروضة "موقع رسلان" ، وكان يقود الكتيبة الأخ/ محمد أبو لحوم الذي كان يحمل رتبة مقدم حينها.

ويضيف المؤلف بقولة : وأتذكر أن دبابتين تحركتا بينما طلب من الأخ/ محمد الجبري تحرك فصيلة مشاة من الطلبة لمرافقة الدبابات فأستئذنت مدير الكلية وأخبرته بأني على معرفة تامة بقيادة الدبابات بعد أن كرر طلبه بالتأكيد على ذلك.

وخرجت منها طالباً استبدال الدبابة بأخرى ، إذ اتضح أن هناك دبابة أخرى بالمعسكر صالحة ينقصها الأنوار الأمامية التي كانت غير صالحة، وذلك بالنسبة لي غير ضروري لأن الطريق كان حينها خالٍ من السيارات والمارة وكانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، أي الساعة الأولى من الخامس من نوفمبر 1967م.

ونتيجة لذلك كان بعض الزملاء على خوف من مرافقتي على الدبابة حتى أقنعتهم بأن الأمر ليس خطيراً ، مسرعاً بالتحرك بعد معرفة المهمة وهي السيطرة على الإذاعة وفي نفس الوقت كانت قد سبقتني دبابتان ، وكنت أسير بالدبابة على أول طريق أسفلتي تم إنجازها بعد الثورة من قبل شركة النيل المصرية وهي أول شركة عربية تدخل اليمن لتنفيذ بعض المشاريع.

ويقول المؤلف : وعند وصولي إلى جوار البنك اليمني للإنشاء والتعمير في باب السبح "التحرير" وإذا بي أشاهد مجموعة من القبائل المسلحين وبصورة تلفت النظر ، عندها أوقفت الدبابة بهدف التعرف على أفراد تلك المجموعة الذين كان من بينهم الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر، والذين ما إن توقفت الدبابة حتى تفرقوا على جنبات الطريق بغرض الحراسة والحفاظ على الشيخ/ عبدالله وخاصة في تلك الليلة التي كانت فيها حالة الطوارئ على أشدها وبالطبع كنت أعرف الشيخ / عبدالله الذي طلب مني معرفة اتجاه الدبابة ومن أين تحركت ؟ فشرحت له بأن الدبابة تحركت من الكتيبة السادسة مدرع في اتجاه الإذاعة، ورحب بالمهمة.

الإذاعة. . وبداية تنفيذ المهمة

ومن حسن الطالع قابلت أحد الحراس في البوابة أعرفه من قبل وهو الأخ/ محمد الصايدي الذي كان برتبة مساعد والأخ/ محمد من قرية الحمامي القريبة من وادي الأجبار ناحية سنحان ، وكنت أعرفه بحكم الجوار وبمجرد أن تعرف علي شخصياً إذ به يصيح بصوت مرتفع هذا هو الأخ الملازم / أحمد فرج عندما أسرعت بالإجابة بنعم يا أخ محمد هو بذاته، وإذا به يطلب من جماعته رفع السلاح وفتح الباب وأن الثورة هي ثورة القوات المسلحة ويستمر في حديثه بقوله: إن مخاوفنا زادت عندما شاهدنا في بداية الليل مجاميع من رجال القبائل ، مجهولي الهوية والهدف، ولا تعرف أحداً منهم.

وبالطبع كان التفاهم مع حرس الإذاعة قبل أن يصل قائد فصيلة الدبابات وهو الأخ/ لطف الراعي الذي كان حينها برتبة ملازم أول ،إضافة إلى ذلك كانت الإذاعة خالية من المذيعين وساد الاعتقاد بأن مسؤولي الإذاعة كان لديهم بعض المعلومات عن هذه الحركة كما أتضح أن الإذاعة لا تخضع لنظام المناوبة ولم نجد حينها إلا الأخ/ حمود زايد عيسى والذي كان برتبة نقيب، ويقف عند باب الأستوديو الأخوان الملازم/ عبدالرب أبو لحوم والنقيب حميد العذري، وكلاهما من العسكريين.

ومن الجدير بالذكر أن الأخ الأستاذ/ يحيى الشامي هو الذي أذاع البيان الأول من الإذاعة والذي وضح بأن هناك حركة تصحيحية والتي أطلق عليها بحركة خمسة نوفمبر، وأرجو أن لا تخونني الذاكرة فيمن أذاع البيان الأول ومن كان متواجداً في تلك الليلة وكانت الحركة برئاسة الوالد العلامة القاضي/ عبدالرحمن يحيى الإرياني ومعه الوالد/ أحمد محمد نعمان والفريق/ حسن العمري والوالد الشيخ/ محمد علي عثمان أعضاء ما كان يسمى بالمجلس الجمهوري.

وبعد أيام من قيام الحركة تعالت أصوات تقول بأن هذا الحركة رجعية، وهذا ما يثير الاستغراب خاصة أن كل من شارك في تنفيذها من الرجال المشهود لهم بالوطنية، بمن في ذلك طلاب الكلية الحربية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد