عبدالوارث النجري
لا يزال الزميل صلاح الجلال رهن الاختطاف منذ ما يزيد عن الشهر دون أن تحرك الجهات الأمنية ساكناً ، ولا أظن أن هؤلاء الخاطفين قد أعجزوا رجال الأمن الأشاوس وعناصر الانتشار الأمني والشرطة الراجلة والأمن المركزي والأمن العام والنجدة والشرطة العسكرية وغيرها من المسميات، وهؤلاء كلهم ليس لدينا أدنى شك في قدراتهم وشجاعتهم وكفاءتهم لكن ربما المخرج الفني يريد للفلم نهاية مختلفة ، فالزميل الجلال مهما كانت خلافاته مع قبيلة الخاطفين فالشرع والنظام والقانون لا يجيز لهم اقتياد الرجل من أمام منزله في وسط العاصمة صنعاء -مركز القرار والقيادة- إلى كهوف وخرائب بلاد الخاطفين والغريب في الأمر أن المنظمات المدنية الحقوقية في بلادنا قد غضت الطرف تجاه قضية الزميل الجلال لأنه للأسف ربما لا يتفق حزبياً مع مدراء وممثلي هذه المنظمات الحقوقية، التي أقامت الأرض ولم تقعدها في قضية زواج الطفلة نجود القاصرة وغيرها من الإحصاءات المتعلقة بالجنس والاغتصاب وسن الزواج وغيرها، لكن قي قضية اختطاف الزميل الجلال الأمر يختلف هناك برودة في التعامل من قبل تلك المنظمات المدنية تجاه قضيته حتى الزملاء الإعلاميون والإعلاميات كما اعتصموا ونددوا في قضية حبس الخيواني وقاموا بإيصال القضية إلى أقصى المنظمات الحقوقية العالمية لكن لأن الزميل الجلال لا يملك تلك البطاقة الحزبية التي يعمل هؤلاء الزملاء الإعلاميون في إطارها ولخدمتها لم تنل قضيته التفاعل والإهتمام من قبل هؤلاء زملاء الحرف والكلمة ، فإذا كان الأمن وقيادته غير جاد في تحرير الزميل من الاختطاف والمنظمات المدنية وقيادته الحزبية غير متعاونين معه فما على الزميل الجلال وأسرته وأطفاله وهيئة تحرير صحيفة "17 يوليو" سوى الصبر والاحتساب لله والدعاء للزميل الجلال بالفرج ونيل الحرية التي كبتها مجموعة من الخاطفين فلو كان المختطف يحمل بطاقة حزبية معارضة لكتبت عنه جميع صحف المعارضة وأخواتها لكن لأن صحيفته كانت يوماً، محسوبة على السلطة ومستشاريها من أعضاء الأمانة العامة للحزب الحاكم فلا يمكن لصحف السلطة أو صحف الحزب الحاكم وصحفيان أن يكونوا يوماً ما عوناً لزميلهم ما دام السلطة قد غضت الطرف عن هذا المختطف خاصة وهي الآن -أي السلطة- منشغلة في حراك الجنوب وتمرد صعدة والبحث عن الألمان الأصدقاء الذين انشقت الأرض وابتلعتهم في وديان وجبال محافظة صعدة، لذا على الزميل المختطف الجلال صاحب البلاد أن يصبر على ما حل به وعلى عنجهية وتهديد الخاطفين فالسلطة اليوم منشغلة بما هو أهم من ذلك وهو البحث عن الأصدقاء الألمان، خاصة وأن علاقتنا مع الألمان توصف بالجيدة والممتازة،والدعم والهبات والمساعدات الألمانية سخية والألمانيون حمران عيون ما يخذلوش أصحابهم ويوقفوا معهم في الشدائد ومنها الإختطافات حيث قدموا من ألمانيا للبحث والتحقيق والتحري والمفاوضة بهدف الإفراج عن أصحابهم ، أما صاحب البلاد فمش وقته الآن وعليه بالصبر والدعاء خاصة وأن غرماءه من العسرين ويحتاجون إلى مسايسة وإن أستدعى الأمر إلى مراضاة وإسكاتهم بمبلغ وقدره ".......مليون".
لنقل أن الجلال سبب اختطافه هو الخلاف المسبق مع خاطفيه، لكن ماذا عن الألمان ؟ هل هم على خلاف قبلي أو حزبي أو مذهبي مع خاطفيهم؟ طيب الزميل الجلال يقال إن مكان اختطافه معروف والقبيلة التي ينتمي إليها الخاطفون معروفة، لكن لماذا خاطفو الأطباء الألمان إلى الآن غير معروفين من قبل السلطة وإعلامها الرسمي ولماذا إلى الآن لا يعرف مكان تواجدهم؟ فالبعض يقول إن الخاطفين من عناصر القاعدة، طيب بالوجيه إلا يسلموا وينطقوا الشهادتين ويحملوا حزاماً ناسفاً، لكن البعض الآخر يقول إن عملية الاختطاف عليها بصمات الحوثي نقول لهم نجعلهم يرددوا الشعار "الموت لإسرائيل الموت لأميركا" ونعتمد لهم دورة تدريبية في قم المرجعية، وهنك طرف ثالث يقول أن الخاطفين من تجار المخدرات، أيضاً بسيطة خلال فترة الاختطاف نمسخهم ويصبحوا أكبر موالعة ويعلنوا الولاء والطاعة للمعلم الكبير "الكنج".
بالله عليكم أي مهزلة هذه التي نحن فيها اليوم،وأي فوضى صارت تعم البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها ؟ أليس غياب هيبة الدولة وقوة القانون هي السبب الرئيسي لما نحن عليه اليوم ؟ ! وهي بلا شك أبرز عوامل سقوط أي نظام في العالم ؟ إذاً أين عقلاء البلاد وعلمائها ومفكريها وسياسيها وجيشها وقيادتها السياسية ؟! أين الحكمة اليمانية ؟ لماذا كل هذا السكوت ؟ ولمصلحة من ؟ هذا الشعب اليمني الأصيل الصابر المحتسب مستعد أن يتحمل الغلاء والجوع والمعاناة التي يتجرعها اليوم جراء ذلك مقابل الأمن والأمان الذي رغم الفساد المالي والإداري المعشعش في جميع المرافق الحكومية ورغم الغلاء الفاحش الذي يعاني منه عامة الشعب ورغم المظالم التي تنتشر هنا وهناك، ورغم انتشار الرشوة والمحسوبية ورغم ذلك كله لا نزال نراهن على الأمن والأمان ونحسبه للسلطة لكن عندما نفقد الأمن والأمان في منازلنا مستحيل أن يظل الوضع تحت السيطرة وهذا ما لا نتمنى أن نصل إليه فهل من متعظ؟!