محمد أمين الداهية
ثمة أشياء كثيرة تشغل بال الكثير من أولياء الأمور والمهتمين بمستقبل أبنائهم الذين أقبلوا على فترة الإجازة الصيفية بكل شغف الطفل للمرح والقابلية للتوجيه حيث يشاء والده أو ولي أمره ، وبكل طاقة المراهق المحصورة بين الرغبات المختلفة، والتي يجد ولي الأمر صعوبة في توجيه أبنه المراهق وبالذات عندما يوجد عدم توافق بين الأب ورؤيته وأبنه وقراراته، ويعود ذلك إلى أسباب عدة أهمها التباعد الأسري بين الأب والابن، مما يؤدي إلى تعويد الابن على اتخاذ قراراته بنفسه وينزعج كثيراً لتوجيه أوامر ولي أمره ، ونادراً ما يفكر مثل هؤلاء الآباء وأولياء الأمور بالاهتمام بقضايا ابنائهم المختلفة ومنها العطلة الصيفية والتي تعني الكثير للأكثرية من أولياء الأمور الذين أربكتهم الأوضاع المحلية والعربية، وجعلتهم حيارى تجاه مواجهة عطلة الصيف والفراغ المؤدي إلى الضياع ، والمتطرف الذي يستهدف الأطفال ويصعب فيما بعد معالجة ما وقعوا في شراكه لقد كان للإعلام دور هام في تعريف الإرهاب الذي لم يستطع أحد أن يجد له تعريفاً محدداً ، إلا أن الإعلام وفي ظل تنظيم القاعدة والجماعات الأخرى المتطرفة باسم الدين حاول أن يجعل من مراكز تحفيظ القرآن والمدارس الإسلامية وحلقات الذكر في المساجد. صورة سلبية وكأن لها علاقة بالإرهاب والتطرف الديني الذي ظهر عند بعض الجماعات التي تقول إنها إسلامية، إذن أي وجهة بقصدها والد أوولي أمر يريد يحمي ابناءه من خطر الشارع وذئابه، والتأثير السلبي الذي قد يظهر على الأبناء خلال مرحلة الدراسة القادمة نحن نعرف جيداً أن مراكز تحفيظ القرآن وحلقات الذكر في المساجد ساهمو إلى حد كبير جداً في خلق شباب واع ، معتدل يرفض التطرف والمغالاة وينبذ مبادئ الحقد والكراهية وإراقة دماء الأبرياء ويؤمن بالمحبة والإخاء وما حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف لابد على الإعلام أن يتناول القضايا المختلف وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بديننا الإسلامي الحنيف بنوع من الموازنة العادلة، وعليه أن يعمل لتغيير النظرة المغلوطة لدى العامة من الناس وغيرهم ممن أصبحوا ينظرون إلى مراكز تحفيظ القرآن الكريم والمدارس الإسلامية نظرة إزدراء حتى التعامل فيما بيننا أصبح مصحوباً بنظرات شك وتساؤلات وظن سيء، لمجرد رؤية شخص يتميز بكثافة الشعر على وجهه أو مناطق متفرقة من الوجه ، وسرعان ما يتبادر إلى أذهان البعض وبالذات العوام من الناس، ومن يحكمون على الآخرين من وجهة نظرهم، سرعان ما يتبادر إليهم بأن هذا "المطوع" الذي أمامهم متطرف وقد يكون إرهابي،قد يكون أولئك الذين ينفذون عمليات إرهابية ويظهرون بالشكل الذي يعرف به رجال الدين ممن يقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم وسننه النبوية الشريفة قد يكونون سبباً لهذه النظرة المغلوطة ولكن يبقى السؤال كيف يمكن مواجهة نظرات الإزدراء والأحكام المغلوطة،وهل يستطيع الإعلام أن يحقق نجاحاً في هذا الاتجاه،وأيضاً كيف يمكن طمأنة أولياء الأمور بأن مراكز تحفيظ القرآن أنسب الأماكن لأبنائهم أثناء العطلة الصيفية؟ وعموماً ما دفعني للحديث عن النظرة الخاطئة لرجال الدين، حكم أحد العوام على رجل دين أعرفه جيداً بأنه متطرف ويحتمل أن يكون إرهابياً.
مسكين الإعلام فما أكثر مسؤولياته.
aldahiad@yahoo.com