كروان الشرجبي
هناك أشياء تسقط منا فنسمع صوت انكسارها و السقوط للأشياء دائماً ما يحدث صوتاً ولكن هناك نوع آخر من السقوط الذي لا يسمع له صوت وهذا النوع من السقوط لا يتخذ شكلاً واحداً وإنما عدة أشكال فالبعض يسقط من العين والبعض يسقط من القلب والبعض الآخر من الذاكرة.
أما الذي يسقط من العين يسقط بعد مراحل من الصدمة والدهشة والاستنكار والاحتقار ومحاولات فاشلة لتبرير إختيار هذا النوع من السقوط.
أما سقوط القلب فإنه يلي مراحلاً من الحب والحلم الجميل والإحساس بالضياع والندم ومحاولات فاشلة لإحياء مشاعر ميتة.
أما سقوط الذاكرة فإنه يبدأ بعد مراحل من التذكر والحنين وبعد معارك عديدة ومريرة مع النسيان ناتجة عن الرغبة في التمسك بأطياف أحداث انتهت وغالباً يكون سقوط الذاكرة هو آخر مراحل السقوط ولكن فلتعلم عزيزي القارئ أنه ليس بالضرورة أن الذي يسقط من عينيك يسقط من قلبك أو أن الذي يسقط من قلبك يسقط من ذاكرتك فلكل سقوط أسبابه التي قد لا تتأثر أو تؤثر في النوع الآخر من السقوط فتجد أن البعض يسقط من قلبك ولكنه يظل محتفظاً بمساحاته النقية في عينيك فيتحول إحساسك المتضخم محبة إلى إحساس متضخم باحترامه فتعامله بتقدير امتناناً لقدرته بالاحتفاظ بصورته في عينيك برغم امتساح الصورة من قلبك وهذا النوع من البشر يجعلك تردد بينك وبين نفسك كلما تذكرته.
أما المعاناة الحقيقية عزيزي القارئ حين يسقط من عينيك إنسان ما ولكنه لا يسقط من قلبك في هذه الحالة تبقى أنت الضحية لأحاسيس مزعجة فأنت تحب هذا الإنسان وفي نفس الوقت ربما تحتقره أكثر مما تحبه.
فأما من يسقط من الذاكرة فهو الذي لا يبقى في القلب ولا في العين.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM